بيان صحفي
الائتلاف الوطني السوري
المكتب الإعلامي
06 تشرين الثاني 2013
على مر شهور طوال من عمر الثورة السورية عمد النظام إلى تعميق الأزمة الإنسانية في سوريا واستخدامها سياسياً، وجرى على تبني إشاعات يطلقها مؤيدوه في خطابه الرسمي، كشكل سخيف من أشكال الترويج لروايته التي تسعى لتكريس سلطة العائلة ونظام الاستبداد، ليدعي اليوم بأن “مجاهدين من باكستان” جلبوا فيروس “شلل الأطفال” إلى سوريا، وأنه يقوم بحملة تلقيح واسعة للأطفال، والقصد واضح من وراء هذه الإداعات.
لقد تعمد النظام -ولا يزال- استهداف الأطفال من خلال حملات ممنهجة أسفرت بحسب تقارير منظمات حقوقية عن استشهاد أكثر من 10.000 طفل وطفلة منهم قرابة 400 رضيع، سقط عدد كبير منهم في عمليات إعدام ميدانية، فيما لا يزال يرزح في سجون النظام قرابة 10.000 فتى دون الثامنة عشرة يعانون من أفظع أنواع التعذيب والتنكيل، استشهد منهم قرابة 80 طفل تحت التعذيب.
لقد عمل نظام الأسد على صناعة الأزمة الإنسانية في سورية عن سبق إصرار وتصميم، وهو يحاول اليوم أن يزيد من عمقها وأثرها من خلال القصف المركز والحصار الخانق ومنع وصول الدواء والغذاء إلى مناطق واسعة، في مسعى لتغيير طابع الصراع القائم في سورية منذ أكثر من عامين.
وقد كشف تقرير برنامج الإنذار المبكر الذي أطلقته وحدة تنسيق الدعم بأن عدد الحالات المشتبه بكونها مرض شلل الأطفال تبلغ 35 حالة في مختلف مناطق دير الزور، وأكد أن الوحدة مع منظمة “أطباء عبر القارات” وضعت خطة لحملة تلقيح شاملة قدمتها للمنظمات الصحية العالمية من أجل تبنيها ودعمها والعمل على تنفيذها فوراً.
ينظر الائتلاف الوطني السوري إلى مزاعم النظام المتعلقة بحملات التلقيح بكثير من الريبة في ظل استمراره في قتل المدنيين في سائر أنحاء البلاد، وما من شك في أن هذه الحملات تسعى لتغطية المجازر التي يرتكبها والإجرام الذي يقترفه ضد السوريين.
يطالب الائتلاف الوطني السوري العالم أجمع بالعمل على تخفيف المعاناة عن الشعب السوري بكافة الوسائل، مذكراً بأن تسييس الأزمة الإنسانية فعل حصري يمارسه النظام وحلفاؤه الإقليميون والدوليون، وأن إيجاد حل حقيقي يستدعي من الفاعلين الدوليين التعاطي مع المشهد الكامل الذي يقوم على حق الشعب السوري في العيش بحرية وعدالة وكرامة، وأنه خرج في ثورته من أجل تحقيق تلك الأهداف.