تصريح صحفي
المكتب الإعلامي
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
6 شباط، 2016
إن ما يشهده الريف الشمالي في محافظة حلب من جرائم حرب ضد الإنسانية وإبادة وتهجير جماعي عبر الهجمة الوحشية البربرية التي يمارسها نظام الأسد وحلفاوه الروس والإيرانيين والمليشيات الأجنبية؛ يبرز من جديد وبشكل واضح طبيعة التدخل الروسي في سورية، التدخل الذي يهدف إلى قتل المدنيين وتهجيرهم لإعادة تمكين نظام الأسد، واستثمار العملية السياسية للتغطية على تلك الجرائم، كما يضع إشارات استفهام عديدة حول الصمت المريب للمجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري على هذه الجرائم.
وإذ ندين في الائتلاف الوطني تلك الهجمات الوحشية؛ فإننا نحمل المجتمع الدولي وموسكو ومجموعة أصدقاء سورية مسؤولية سقوط المدنيين الأبرياء، مؤكدين أن سياسة الأرض المحروقة والسكوت عنها لن يشكل ضغطاً على السوريين للتنازل، وإنما حافزاً أكبر للاستمرار حتى تحقيق أهداف هذه الثورة، كما لن تفضي تلك السياسة إلا لمزيد من التعقيد واستفحال الإرهاب الذي تعززه موسكو عبر تجاهلها الواضح لتنظيم الدولة الإرهابي واستهدافها للمدنيين الأبرياء.
يطالب الائتلاف الوطني مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لإدانة العدوان الروسي، واتخاذ الاجراءات والخطوات العملية اللازمة لوقف الجرائم المستمرة بحق الشعب السوري، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبما يضمن تنفيذ البندين 12 و13 ويمهد لانتقال سياسي يحقق ما أقره بيان جنيف 1، كما نتوقع من الحكومة التركية أن تفتح حدودها في أقرب وقت لاستقبال اللاجئين الفارين من إجرام موسكو والنظام، محذرين العالم من أزمة إنسانية جديدة قد تشهدها الأيام المقبلة نتيجة نزوح عشرات الآلاف من المدنيين جراء استمرار القصف، مقابل تهديد 400 ألف مدني آخرين.
من الواضح أن روسيا تنتهج استراتيجية إرهاب دولة معلن ضد الشعب السوري لصالح السلطة الاستبدادية، ولا يمكن الاستمرار في انتظار أي تغيير من طرفها، ما يجعل قرار استمرار القتل متوقفاً على الإرادة الغائبة لباقي أطراف المجتمع الدولي، ويتابع تعليق العملية السياسية التي لا يمكن أن تبدأ في ظل هذه الجرائم اليومية.
لقد بدأت الثورة السورية وحيدة دون أن تستأذن أحداً وستمضي كذلك، معتمدة على إرادة أبنائها وإيمانهم بحقوقهم ومشروعيتها، وعلى الصمود والصبر الأسطوري الذي أبداه الثوار وحيدين في مواجهة اتحاد قوى الشر.