يقوم نظام الأسد بحملات عسكرية ضخمة متزامنة على كلّ من مدينة حمص ومنطقة جبل التركمان في الساحل السوري ومدينة داريا في ريف دمشق، في ما يبدو محاولة منه لتغيير الواقع الميداني وإعادة الثقة بقدرته على السيطرة على الأرض، وبهدف الضغط على الحاضنة الإجتماعية للثورة وإرضاخ أبناء الشعب السوري ودفعهم للتخلي عن الثورة.
ويأتي هذا التحرك بعد المقابلة التي أجراها رأس النظام بشار الأسد والتي صرح فيها أن القتل لن يتوقف في سوريا قبل أن ينسحب الجيش الحر من المدن والقرى المحررة، وذلك في ظل تطور الأحداث الذي سجل في الفترة الأخيرة سيطرة كتائب الجيش الحر في عدة مناطق، كنقطة اليعربية الحدودية والسيطرة على سجن الرقة المركزي ومدرسة الشرطة في حلب، والعديد غيرها من المواقع.
ينبه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي ومؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان من مغبة ترك هذه الحملات تستمر دون العمل على إيقافها بالضغط على النظام وحلفائه، خصوصاً بعد دعواتهم العديدة للحلول السياسية والحوار حتى مع الأطراف المسلحة، والتي تتناقض مع ممارسات نظام الأسد على أرض الواقع.
إننا نعلم علم اليقين أن العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان والمجازر البشعة قد تم ارتكابها في ظل حملات مشابهة، وندعو جميع الكتائب الثورية المتواجدة في المناطق المذكورة وفي محيطها لرص الصفوف والوقوف وقفة رجل واحد في وجه عدوان النظام، تقديم العون والحماية للمدنيين وتجنيبهم ويلات هذه الحملات بكل الطرق العسكرية والسياسية المتاحة.
كما يحذر الائتلاف الوطني قوات وعناصر نظام الأسد من الولوغ في سفك الدماء أو نهب الأموال أو الاعتداء على الأعراض، فالله يمهل ولا يهمل، وذاكرة الناس لا تموت، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين. فعودوا إلى رشدكم وشعبكم ولا تقاتلوا أهلكم تحت لواء الطاغية المستبد الذي لا نهاية له إلا العقاب الشديد على ما اقترفت يداه.
يطالب الائتلاف الوطني قيادات المنظمات الدولية والحكومات العربية والعالمية باتخاذ ما يلزم للحيلولة دون سفك المزيد من الدماء والتدمير والخراب، ويدعو جميع الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي إلى الإلتزام بالوعود التي قطعوها لحماية الشعب السوري، والإسراع في دعم الجيش السوري الحر من أجل تمكينه من الدفاع عن المدنيين العزل.
صبراً سوريا فإن موعدك مع الحرية قريب.
عاشت سوريا وعاش شعبها حراً عزيزاً