بيان صحفي
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ـ سورية
دائرة الإعلام والاتصال
15 آذار، 2020
قدّم الشعب السوري خلال تسع سنوات من عمر ثورته نموذجاً استثنائياً من الصمود أمام الآلة العسكرية للنظام، بما فيها الطائرات والمروحيات والأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، بالإضافة إلى جرائم الاعتقال والتعذيب والحصار والتهجير.
أضعفُ أعداء الشعب السوري كان بشار الأسد، لكن هذا الطاغية استنجد برعاته؛ لحمايته من غضبة الشعب، فجاء التدخل الإيراني المباشر وفشل هو وكل الميليشيات الطائفية المستجلبة، ثم جاء العدوان الروسي المباشر وباتت طائرات الاحتلال الروسي شريكة في القتل والتهجير، ودخلت على خط الصراع ضد الشعب السوري الذي لا يملك سوى الرغبة في العيش الحر والكريم أسوة ببقية شعوب العالم المتحضر، وفشلت روسيا في ثني عزمنا على التحرر والاستقلال.
الشعب السوري وأبناء ثورته لن يرضوا إلا بانتقال سياسي كامل ينحي المجرمين عن سدة الحكم في سورية، ويقدّمهم إلى المحاكمة العادلة، ولا قيمة للقرارات الدولية إن لم تتوافر إرادة دولية حقيقية لتنفيذها وفرضها، وهذا ما باتت الظروف مناسبة له اليوم أكثر من أي وقت مضى.
نذكر بأنه ما زال لدى العالم فرصة لنصرة المظلومين في سورية برفع الغطاء عن هذا النظام المجرم، وطرده من المنظمات الدولية، ودعم أحرار سورية في إسقاطه، وإفشال مشاريع الاحتلال الروسية، ومشاريع إيران التوسعية في نشر الكراهية والطائفية.
واجب على كل حر في هذا العالم أن ينظر بإجلال وإكبار لهذا الشعب العظيم، الذي ما استغلى الروح في سبيل حريته وكرامته، أعمل به نظام بلده القتل، وتآمر عليه رعاة هذا النظام، وتخاذل عنه العالم أجمع، ولم يتزحزح أو يتزعزع في طريق التحرر والاستقلال.
أبطالنا المعتقلون في أقبية هذا النظام يعيشون أوضاعاً مأساوية منذ سنوات.. ولا بد من بذل كل ما هو ممكن من جهود لإنهاء معاناتهم، سنستمر في وضع قضيتهم على رأس أولوياتنا، وتحميل الأطراف الدولية والمنظمات الحقوقية مسؤولياتها تجاههم.
ليس مثل السوريين أحد يعشق الحرية، أتموا عامهم التاسع في الثورة في سبيل دولة ديمقراطية تضمن أمن وحرية وكرامة أبنائها كل أبنائها، وعلى الرغم من فداحة الثمن؛ ما زالوا مثابرين على حلمهم وأهداف ثورتهم.
أجلّ التحيّات لهذا الشعب السوري العظيم الذي صمد وصابر وجاهد في سبيل ثورته وحقوقه، نشدُّ على أيادي الأبطال والجنود المجهولين في كل ميادين العمل الثوري والعسكري والإنساني والإغاثي والاجتماعي، وسائر قطاعات التعليم والخدمات، حيث يقف رجال سورية ونساؤها جنباً إلى جنب من أجل العمل والتعاون والكفاح في سبيل انتصار ثورتنا وتحقيق أهدافها.
كل شهيد ارتقى في مسيرة هذه الثورة المباركة كان نبراساً جديداً يضيء درب الحرية، ويحثّ السوريين على المضي قدماً حتى الوصول إلى سورية الجديدة.
المجد لأبطال هذه الثورة ولمن وقف معهم، والخلود لشهدائها، والحرية لمعتقليها، والشفاء لجرحاها.
عاشت سورية، وعاش شعبها حراً عزيزاً.