بسم الله الرحمن الرحيم
أهلي وأحبتي السوريين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهنئكم بقدوم شهر رمضان المبارك شهر الصبر والعزم والعطاء.
وهذا هو رمضان العاشر في عمر هذه الثورة العظيمة.
وقد ثبت فيها الشعب السوري وأثبت للعالم كله أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان
فلا قيمة للحياة بدون حرية وكرامة
ويشهد العالم كم كان شعب سورية حراً أبياً كريماً ضحى بالغالي والنفيس في سبيل عيشٍ كريم لا هوان فيه.
حقق السوريون في هذه الثورة العديد من الانتصارات في هذا الشهر العظيم،
ونحن موعودون بإذن الله بالنصر الأكبر والخلاص من هذا الطاغية ورعاته من الغزاة. “وما النصر إلا من عند الله”.
جاءنا رمضان والعالم يرزح اليوم تحت وباء يهدد عيشه ومستقبله،
هذا البلاء فرض قيوداً على طريقة العيش في الكوكب كله.
ومن ذلك التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي.
ورمضان شهر عبادة وصلة رحم ولن نفرط بغنائم رمضان العظيمة هذه، ولكن لابدّ من القيام بذلك ضمن التوصيات الصحية.
فلنؤد عباداتنا وتراويحنا مع أهلنا في بيوتنا.
ولنعتمد أدوات التواصل الحديثة لنطمئن على أحبابنا وأرحامنا
والأهم هو دعم بعضنا بعضاً وحمل القوي منا للضعيف.
وأذكّر هنا كل سوري قادر في سورية وخارجها أن رمضان شهر الكرم والبذل والإنفاق في سبيل الله والأقربون أولى بالمعروف.
وخاصة أهلنا في المخيمات وأهلنا في شمال سورية وكذلك أهلنا الرازحين تحت احتلال هذا النظام.
عوائل الشهداء وعوائل المعتقلين أمانة في أعناقنا ولهم علينا حقوق كبيرة أقلها كفايتهم وحفظ كرامتهم.
نحيي شبابنا المبدع الذي قام بالعديد من المبادرات والتي تشكل نواة حقيقة لمنظومة تكافل اجتماعي.
رسولنا عليه الصلاة والسلام دعا للشام بالبركة وهي كذلك
ولقد كانت بلادنا وطوال التاريخ قلعة أمامية في صد الغزاة.
وهي اليوم ومنذ عشر سنين لا تدافع عن نفسها فقط، وإنما تدافع وتقاتل عن كل الأحرار في هذا العالم.
نتذكر جميعاً اقتحام مدينة حماة في الأول من رمضان 2011
والدماء الزكية في مساجد دمشق في إحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان من العام نفسه.
ومجازر باب عمرو وباب الدريب في حمص، والحراك في درعا، وكذلك في دير الزور،
والتي حدثت كلها في رمضان.
حتى أن هذا النظام المجرم كان يتعمد ارتكاب المجازر والقصف ساعة الإفطار، وأبناء الزبداني وريف دمشق وباقي المدن السورية يذكرون ذلك جيداً.
أخواتي وإخوتي الكرام،
رمضان شهر الانتصارات.
ونحن ماضون في هذه الثورة التي هي قدرنا.
والنصر فيها لا خيار لنا سواه.
ستشرق شمس الحرية ونرى نهاية الطاغية، وزوال الاحتلال
سيعود المهجّرون والنازحون إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم،
إنما النصر صبر ساعة والشعوب أقوى وأقدر على الصبر من الطغاة.
لا تنسوا المعتقلين من دعائكم في هذا الشهر الفضيل ولا تنسوا المصابين.
أعانكم الله جميعاً على صيام هذا الشهر
وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته