الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
دائرة الإعلام والاتصال
18 آب، 2021
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عشر سنين هي عمر ثورتنا المباركة لكنها بالوقت نفسه هي عمر حرب النظام المجرم على سورية وشعبها وهي أيضاً عمر تخاذل المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته تجاه شعبنا وهي كذلك عمر تجربة الملايين من السوريين في رحلة اللجوء المرة.
وفي الوقت الذي يجب علينا فيه شكر الدولِ التي استقبلت السوريين الفارين من بطشِ وإجرامِ النظام وعلى رأسها تركيا الشقيقة، فإننا نؤكد دوماً للجميع أننا نبذل أقصى ما يمكن من أجل إسقاط هذا النظام المجرم كي يعود شعبنا إليها، فأعيننا دوماً على سورية وهدفنا هو سورية وبوصلتنا هي سورية.
نعبر عن أسفنا الشديد لأحداث الشغب التي طالتْ أحياء يقطنها سوريون في العاصمة أنقرة مؤخراً إثر وفاة الشاب أميرهان يالتشن جرّاء مشاجرة مع شاب سوري، ما أسفر عن تعرض البعض من أهلنا السوريين للإصابة بينهم أطفال، وتعرض بعض الممتلكات للحرق والإتلاف.
عزاؤنا لعائلةِ الشاب أميرهان الذي قضى في ذلك الحادث الأليم ندعو له بالرحمة والمغفرة
ونرجو لعائلته ومحبيه الصبر والسلوان، ولا نشك أن العدالة ستتحقق من خلال القضاء والإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.
إن هذه الأزمة وما رافقَها من ردود الفعل المفرطة جاءت بتأثير من خطاب الكراهية الذي يتبناه بعض الأطراف وبعض الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي دون النظر لآثاره الاجتماعية المدمرة، والذي يمثل ما جری مؤخراً مثالاً عنها.
الكلمة أمانة، والكلمة مسؤولية، وفي عالمنا اليوم مع ما أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي من دور كبير في التأثير على الرأي العام والقدرة على التحريك السلبي والإيجابي للجمهور؛ نرى ضرورة الابتعاد عن أي خطاب يدعو إلى الكراهية أو يؤجج نار الفتنة، فالجريمة فردية ولا يجوز تعميمها،
ومن غير المقبول بل من غير الأخلاقي أن تستغل جريمة قام بها شخص واحد ليتحمل نتائجها كل من ينتمي إليهم ذلك الشخص.
لقد تواصلنا مع الجهات الرسمية التركية من أجل تطويق هذه التداعيات وآثارها السلبية على الشعبين الشقيقين، ومن أجل التعويض عن الأضرار الناجمة عنها، سعينا منذ اللحظة الأولى لاحتواء الحدث ووأد الفتنة، وقد كان لأهلنا السوريين الفضل الأكبر في ذلك
قمنا بزيارةِ بعض المتضررين، وتابعنا أوضاع المصابين، والحمد لله أن الأمور قد تم السيطرة عليها من خلال الإجراءات التي قامت بها الحكومة التركية، ومن خلال وعي أهلنا وانضباطهم، ومن خلال وعي الشعب التركي الشقيق، ووقوفه بوجه المسيئين، فكل الشكر والتقدير لحملات الناشطين الأتراك والسوريين الذين يواجهون الخطاب التحريضي على وسائل التواصل الاجتماعي وما ينتشر من شائعات ومغالطات حول السوريين في تركيا.
نقدر عالياً دور تركيا والشعب التركي الشقيق الذي وقف مع السوريين منذ اليوم الأول وما يزال، ونؤكد أن هذه الفتن يقف وراءها أعداء الشعبين الشقيقين ونهيب بالجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية لتفويت الفرصة على المتربصين، ونوصي أهلنا في بلدان اللجوء بالحرص على بناء العلاقات الطيبة مع الجوار التي تعبر عن أصالة الشعب السوري وأخلاقه الحميدة.
إن السوريين قد هجّروا اضطراراً وفراراً من نظام استخدم ضدهم كل أنواع الأسلحة المحرمة بما فيها الأسلحة الكيماوية، واجتمع على قتلهم وتهجيرهم قوى إقليمية وعالمية، وكل سوري مهجّر ينتظر لحظة رحيل نظام الأسد المجرم بفارغ الصبر كي يعود إلى مدينته وبيته، حاملاً معه كل الذكريات الطيبة عن الشعب الطيب الذي احتضنه خلال كل تلك الفترة.
وكما للدول المضيفة حق علينا أن نحترم قوانينهم، فلأهلنا حق علينا أن نصون كرامتهم
ندعو الله تعالى أن يحمي تركيا وشعبها الشقيق وأن تبقى في تقدم وازدهار، وأن يفرّج الله تعالى عن أهلنا السوريين وأن يعجّل بخلاص سورية من المجرمين وبعودة أهلها إليها كريمين منصورين بإذن الله.