الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
دائرة الإعلام والاتصال
31 كانون الأول، 2021
بسم الله الرحمن الرحيم
شعبنا السوري العظيم في الوطن وخارجه.. السلام عليكم ورحمة الله
أحدثكم اليوم في مطلع عام جديد يمر علينا
وكلنا أملٌ في أن يكون عام الخلاص من الظلم والاستبداد والإرهاب.
وأن يعود الناس إلى بيوتهم في قراهم ومدنهم معززين مكرمين أحرارا كما خرجوا منها.
التضحيات التي قدّمها الشعب السوري في سبيل حريته وكرامته صنعت ملحمة من البطولة والشجاعة ستكون أيقونة فريدة في تاريخ الثورات والبطولات.
أيّها الإخوة والأخوات،
ستثمر تضحياتكم نصراً وحرية وكرامة، في وطن حر عزيز إن شاء الله.. وشعبٌ هذه تضحياته وبطولاته لن يعرف اليأس إن شاء الله.
خلال جولاتنا بين أهلنا في المناطق المحررة التقينا بالكثير من شباب وشابات الثورة وبالكثير من الفعاليات المدنية والثورية والعسكرية كما التقينا بالوجهاء والعشائر، وخرجنا من تلك اللقاءات بكثير من الأمل والأفكار المهمة والاقتراحات البناءة التي نعمل على دراستها وتفعيلها مع زملائنا في الائتلاف الوطني.
الأوضاع المعيشية في شمالنا المحرر لا شك أنها صعبةٌ وقاسية كما الحال في كل سورية وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة المؤقتة والمنظمات العاملة إلا أن حجم الاحتياجات يفوق القدرات لاسيما مع هذا الشتاء القاسي واحتياجاته الإضافية.
لذلك تواصلنا مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومع الدول الفاعلة من الأصدقاء والأشقاء لتأمين الاحتياجات المطلوبة والإغاثة الضرورية لأهلنا.
ولكننا نؤكد في الوقت نفسه أن قضيتنا قضيةٌ سياسية لا إغاثية، فلولا إجرام النظام ورعاته؛ ما وجدت كل هذه الأزمات والتحديات، ولما شهدنا أيّ خيمة في بلادنا.
وكم يؤلمنا حال أهلنا الذين يرزحون في مناطق سيطرة النظام، أوضاعهم المعيشية أشد بؤسا وشقاء، ولا يكاد أحدهم يجد القوت أو الدفء أو لوازم المعيشة اليومية، وما يأتيهم من مخصصات من الإغاثة الدولية؛ يتم سرقته، أو يضيع في دهاليز الفساد، التي يغرق فيها النظام.
لقد أوصل هذا النظام سورية إلى الحضيض وجعلها في ذيل الدول من حيث الفقر والحريات والأمن، وأصبحت من أكثر المناطق خطورة في العالم.
شعبنا السوري العظيم:
لا حياة في هذا البلد مع وجود هذا النظام الذي لا يجيد إلا القتل والموت والاعتقال والإذلال.
ومع كل الاذلال الذي يواجهه في قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي صار روتينيا على بلادنا، بفضل خيانة وعمالة هذا النظام، وفتحه البلاد للميليشيات الإيرانية؛ تعيث فسادا وإرهابا، نراه متجبرا متكبرا على السوريين، يفرغ فيهم كل عقد نقصه وذله وعمالته.
نحن نعمل جاهدين من أجل مستقبل سورية العظيمة، سورية الدولة الأم لكل أبنائها بكل توجهاتهم وتنوعهم، سورية التي يحكمها القانون لا فروع الأمن والمخابرات،
سورية التي فيها تكافؤ فرص للجميع، حسب الأهلية والكفاءة لا حسب الفساد والمحسوبيات، سورية التي توزع ثرواتها على مواطنيها لا التي يمتص فيها النظام ورموزه كل خيراتها، ليعيش بقية الشعب على الفتات، سورية التي ستكون لأبنائنا وبناتنا؛ قطعا لن تشبه سورية التي يسيطر عليها هذا النظام المجرم.
أيّها الإخوة والأخوات
أولاً وأخيراً هذا النظام هو مشكلتنا نحن السوريين، ونحن من سيسقطه، ونحن من سينقذ سورية منه، ونحن من سيبني سورية الجديدة، وهنا أدعوكم جميعا للعمل معا على تحقيق هذه الغايات، سورية بحاجة لكل مبادرة، ولكل رأي، ولكل عمل بنّاء من أهلها، ندعو الجميع، ونمدّ يدنا للجميع؛ من أجل سورية العظيمة، من أجل شهدائها، من أجل معتقليها، من أجل نسائها وأطفالها، من أجل شبابها ومستقبلها.
وأذكركم بأنّا نعمل في الائتلاف الوطني ضمن أربعة مبادئ رئيسية:
مبدأ وحدة الصف، الذي يعبّر عن بناء التماسك الداخلي لقوى الثورة ومد الجسور فيما بين مؤسسات الثورة السياسية والعسكرية والمدنية والثورية، وفيما بينها وبين السوريين في سورية والعالم، بهدف توحيد الرؤى والعمل من أجل مستقبل سورية وحريتها.
ومبدأ إعادة المركزية للثورة السورية المباركة، من خلال التزامنا بالقيم والمثل التي خرج من أجلها شعبنا في هذه الثورة العظيمة، ومبدأ استعادة المبادرة، فمن أطلق هذه الثورة هو الشعب السوري ومن وصل بها إلى هنا هو الشعب ومن سيمضي بها إلى الانتصار هو الشعب وحده، لقد قدّم شعبنا ثمناً باهظاً في سبيل حريته وكرامته، بدأ الثورة مجردا إلا من عزيمته وإرادته وعشقه للكرامة والحرية، وما زال ماضيا في طريقه، وقف معنا من وقف وخذلنا من خذل.
ومبدأ الانفتاح على جميع مكونات المجتمع السوري والتجمعات السياسية لرفع مستوى التعاون والتنسيق وتعزيز الشراكة الحقيقية وتوحيد الجهود من أجل تحقيق مطالب الشعب السوري في الخلاص من الديكتاتورية والاستبداد، والوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والكرامة.
وعلى الصعيد الدولي فإن المجتمع الدولي مطالبٌ بتحمل مسؤولياته تجاه سورية وشعبها، باتخاذ موقف حاسم من النظام المجرم، فقد خرق هذا النظام كل الأعراف والقوانين الدولية، وارتكب كل الموبقات بحق الشعب السوري، بل وبحق المنطقة والعالم، عندما جعل من أماكن سيطرته بؤرة عالمية لإنتاج وتوزيع المخدرات، فلا يكاد يمر يومٌ دون خبر من هنا أو هناك عن شحنات جديدة مهربة إلى دول المنطقة والعالم، هذا فضلا عن علاقاته العضوية مع التنظيمات والميليشيات الإرهابية التي مكّن لها في مناطق مهمة من سورية، بالإضافة لاستقدام أكثر من 70 ميليشيا طائفية تغلغلت في البلاد بتمويل وقيادة إيرانية.
لا مستقبل لسورية إلا بزوال هذا النظام المجرم وتقديم كل رموزه ومجرميه للمحاكمة والمحاسبة.
واهمٌ من يظن أن الشعب السوري ممكن أن يقبل بالعودة إلى حكم الأفرع الأمنية والاعتقالات العشوائية والقتل تحت التعذيب.
إنها لخطيئةٌ كبرى وأمرٌ معيبٌ أن يخلط أيّ أحد بين سورية العظيمة وبين نظام ذليل مجرم قتّل وهجّر الملايين، وأيّ أحد يطالب بعودة سورية إلى الجامعة العربية عليه أن يدرك أن هذا النظام لا يمكن أن يمثل سورية وهو يمارس القتل والإجرام بحق شعبها منذ أكثر من عقد من الزمان، فضلا عن تبعيته الكاملة للمشروع الإيراني الخبيث.
وهنا لابد أن نجدد شكرنا وتقديرنا لجميع الأشقاء والأصدقاء الذين أعربوا عن مواقفهم الثابتة برفض إعادة تدوير النظام، وجميع أصدقاء الشعب السوري الحقيقيين،
الذين كان لهم المواقف الثابتة خلال العشر سنوات الماضية من نظام الأسد وداعميه، وعلى التزامهم الواضح والصريح بدعم حقوق وتطلعات الشعب السوري المشروعة.
شعبنا السوري العظيم
إن قبولنا بالمضي في المسارات السياسية المختلفة
مرهونٌ بتحقيق مصالح الشعب السوري وتخليصه من النظام المجرم وتحقيق الانتقال السياسي وفق القرارات الدولية، وأيّ تحرك أو خطة لا تخدم هذه الأهداف هي لا شك مرفوضةٌ ولا يمكن المضي فيها، ومن هنا فإن الأمم المتحدة مطالبةٌ بتقديم جدولة زمنية محددة لمسارات العملية السياسية المنصوص عليها في القرار 2254 بما يشمل إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات والعمل على إنجازها بشكل متزامن؛ تمهيدا لانتقال سياسي كامل في سورية، فلا يمكن لشعبنا أن ينتظر ويستمر في الانتظار إلى ما لا نهاية.
ومن غير المقبول أن يستمر المجتمع الدولي في إدارة الملف السوري بهذا البرود، ومن خلال مقاربات كسولة لا ترقى إلى معاناة أهلنا في المخيمات وفي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وتجاه مئات آلاف المعتقلين والمختطفين والمغّيبين قسرا، الذين يعانون من ظروف استثنائية ويعيشون موتا مستمرا، وملايين المهجّرين واللاجئين، الذين يجب أن يوضع حدٌ لمعاناتهم تضمن عودتهم الآمنة والكريمة إلى وطنهم وبيوتهم.
إن هذه العصابة إلى زوال، وما نشهده اليوم مخاضٌ أليمٌ بلا شك لكن سيعقبه بإذن الله ولادة سورية الجديدة التي يحلم بها كل سوري، سورية الحرية والكرامة والازدهار.
لنكن جميعا على قدر التحدي والمسؤولية من أجل شعبنا ومستقبل أبنائنا.
كل عام وأنتم بخير
كل عام والشعب السوري بعربه وكرده وتركمانه وسريانه وجميع المكونات والطوائف العزيزة على قلوبنا، بألف خير.
والسلام عليكم ورحمة الله