كلمة
يحيى مكتبي
الأمين العام للائتلاف الوطني السوري
30 كانون أول/ديسمبر 2015
بسم الله الرحمن الرحيم.
أيها الأخوة، أيتها الأخوات،
يستمر نظام الأسد وحلفاؤه باستخدام أفظع الأساليب الإجرامية والإرهابية لقتل الشعب السوري والالتفاف على القرارات الأممية؛ حيث يعمد بدعم روسي وإيراني إلى استخدام الحصار كوسيلة لإخضاع الشعب السوري وتجويعه وتهجيره، هذا السلوك الإرهابي الذي أدى إلى استشهاد آلاف المدنيين وتهجير مناطق بأكملها.
وعلى الرغم من قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وأبرزها القرار 2139 القاضي برفع الحصار عن المناطق المدنية، إلا أن تلك القرارات و”عدم إلزاميتها” تحولت إلى ضوء أخضر تلقفه النظام للاستمرار في سياسة الحصار والمبالغة في فرضه لتحقيق غاياته الإرهابية.
تتجلى مسؤولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة اليوم، بإيقاف إجرام النظام الإرهابي بمختلف أشكاله بحق السوريين. دور الأمم المتحدة اليوم هو تطبيق القرارات الأممية، وإيصال المساعدات وكسر الحصار، وليس المساعدة في تهجير المواطنين من ديارهم، عبر دور الوساطة في الاتفاقات المحلية التي يُبرمها النظام، ويفرضها بالحديد والنار على سكان المناطق المحاصرة نتيجة التجويع والقصف اليومي.
يتكالب الأسد وحلفاؤه اليوم لفرض سياسة التهجير والإبادة الجماعية بحق الشعب السوري، عبر خطة ممنهجة وتوزيع منظم للأدوار. فما يقوم به النظام وعصابات حزب الله والحرس الثوري الإيراني في ريف دمشق ما هو إلا جزء من حرب إبادة وجرائم ضد الانسانية، تعتبر موسكو شريكاً رئيسياً فيها من خلال قصفها الوحشي، وتهديدها للسكان المحليين ومقاتلي الجيش الحر بإلقاء أسلحتهم والرحيل أو مواجهة القصف والموت، كما تفعل اليوم في مدينة المعضمية وأغلب مدن وقرى ريف دمشق.
إن ما يُرتكب من جرائم بحق الشعب السوري لم يعد خافياً على أحد، كما أن الصور التي شاهدها العالم بأسره عن الزبداني وداريا والمعضمية ودوما والشيخ مسكين واعزاز وسرمدا وغيرها من المناطق السورية، والتي تعكس حجم الدمار، يجب أن تدفع المجتمع الدولي للتحرك لإنقاذ السوريين من جرائم النظام وحلفائه، وليس الاكتفاء بالحل السياسي وإصدار بيانات الشجب والإدانة والاستنكار.
لقد بات واضحاً أنه من غير الممكن خلق مقاربة سياسية حقيقية في ظل هذا الإجرام والدمار الذي يزيد من حدته صمت المجتمع الدولي وعجزه، والذي يفتح الباب واسعاً أمام النظام لارتكاب مزيد من الجرائم، ويعزز صفوف المتطرفين وحججهم.
ووسط هذا الخذلان الدولي نتوجه إلى أهلنا الصابرين في سورية، ومقاتلينا الصامدين على مختلف الجبهات دفاعاً عن قضيتهم العادلة، فإننا نحيي الإخوة في الزبداني وجميع بلدات ومدن وقرى ريف دمشق الأبي، ونشيد بوقفتهم الصامدة أمام العدوان والاحتلال الروسي والإيراني.
إننا اليوم، نتحرك على أكثر من صعيد، سياسي وقانوني، لإدانة النظام وتجريمه، وسوقه للعدالة، بسبب جرائم الحرب التي اقترفها ضد الإنسانية. إننا اليوم جميعاً في صف وخندق واحد للدفاع عن ثورتنا وتحقيق مطالب الشعب السوري في الحرية والعدالة والكرامة.