بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كل الدول الفاعلة تدرك وتعلم تفاصيل ما يحصل الآن على الأرض..
الهجوم على إدلب وريفها مستمر ومتصاعد.. الاحتلال الروسي وقوات النظام والميليشيات الإيرانية ترتكب المجازر والجرائم بشكل مباشر ومفضوح.. ويتم قصف المدن والبلدات بريف إدلب بقصد ارتكاب أكبر قدر من الأذى المادي والمعنوي الرامي إلى قتل وتهجير أكبر عدد من السكان في إطار مشروع إفراغ هائل يخطط لتهجير أكثر من مليون مدني سوري وتشريدهم..
القتل والإجرام والقصف والتدمير والتهجير جاري الآن ومستمر فيما نحن نتكلم.. وأعداد الشهداء والجرحى والنازحين في تصاعد مستمر.. فرق الدفاع المدني والخوذ البيضاء تعمل في ظل أوضاع ومخاطر لا سابق لها..
نطالب أشقاءنا العرب وجميع أصدقاء الشعب السوري بالعمل والقيام بكل ما هو ممكن لوقف المجزرة الإرهابية والإبادة الجماعية الجارية الآن في إدلب..
إن النظام والاحتلال الروسي والإيرانيين يرفضون جميع الحلول الدولية، ومصرون على المضي في حل إجرامي إرهابي، لا يلقي بالًا لقرارات الأمم المتحدة ويضرب عرض الحائط بكل مبادئ القانون الدولي، ويوجه إهانات مستمرة وصارخة ومتلاحقة للمجتمع الدولي الذي يتلقاها بانعدام كامل للمسؤولية تجاه أرواح الضحايا.
ثلاثة ملايين مدني في إدلب يدفعون ثمن هجمات لا تعرف النهاية.. يشكل النساء نسبة 25% والأطفال 51 % منهم، حيث تتحمل النساء العبء الأكبر من الهموم والآلام…
إن التدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية، بما فيها المنازل ومراكز إيواء النازحين والمخابز والأسواق والمستشفيات والمدارس ومحطات المياه، يزيد من معاناة المدنيين، ومن احتياجاتهم الأساسية اللازمة للبقاء..
استمرار فشل مجلس الأمن في إنقاذ الشعب السوري من أكبر كارثة إنسانية يتعرض لها العالم بعد الحرب العالمية الثانية، سيؤدي إلى انهيار تام لمصداقية المؤسسات الدولية في نظر الشعوب والحكومات، وستكون له انعكاساته الكبيرة في مختلف المجالات.
إن هجمات الاحتلال الروسي وقوات النظام تعد انتهاكاً صارخاً للمرفق الثالث الموقع من الممثل الدائم للاتحاد الروسي في الأمم المتحدة، والمودع في مجلس الأمن برسالة مؤرخة بتاريخ 29 / 12 / 2016 والمتضمن تشكيل لجنة مشتركة روسية تركية تراقب الالتزام بوقف إطلاق النار، وتفرض بشكل مشترك جزاءات لمحاسبة المتورطين بانتهاك وقف إطلاق النار؛
إن هذه الوقائع تستدعي اتخاذ تدابير فعلية لإنقاذ المدنيين في سورية وإنقاذ مصداقية الأمم المتحدة، وبناء عليه نطالب بما يلي:
– وقف العدوان الجاري حالياً بشكل فوري، وإنقاذ الجرحى والمصابين ونقلهم لتلقي العلاج اللازم، وزيادة توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المقدمة، بما يلبي الاحتياجات الأساسية والطارئة، في مجالات المأوى والغذاء والتعليم والصحة والخدمات، للنازحين والمقيمين في تلك المناطق.
– تقديم مشاريع قرارات مجلس الأمن باعتبار أن روسيا باتت طرفاً في النزاع، وذلك تطبيقاً لأحكام الفصل السادس والفقرة 3 من المادة 52، مع تفعيل نص الفقرة الثالثة من المادة 27 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تشترط امتناع الدول الطرف في النزاع عن التصويت؛
– وإحالة الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ تدابير رادعة للنظام في حالات عدم امتثال النظام وداعميه للقرارات الدولية.
– عدم توقف إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، من خلال تمديد قراري مجلس الأمن 2165 (للعام 2014) و2449 (للعام 2018)، أو من خلال آلية بديلة تحقق الغاية وتتجاوز الفيتو الروسي المستخدم لتعطيل الإجماع الدولي في مجلس الأمن، واستخدامه المتكرر كأداة من أدوات الحرب على الشعب السوري.
إن الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني في حالة انعقاد دائم ونجري اتصالات مكثفة مع جميع الجهات من أجل الإيقاف الفوري للعمليات العسكرية.
ولقد أرسلنا إلى جميع الدول الفاعلة وإلى المنظمات الدولية رسائل شددنا فيها على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإجرامي على إدلب وريفها.
وفي مثل هذه الظروف على أصدقاء الشعب السوري أن يثبتوا أنهم فعلاً أصدقاء للشعب السوري.
المجد للشهداء.. والشفاء للجرحى.. والحرية للمعتقلين.
عاشت سورية.. وعاشت ثورتنا.. وعاش شعبنا السوري حراً عزيزاً..