حفل شهر رمضان الكريم 2013 بنجاحات وانتصارات مثيرة للجيش الحر، استطاع إحراز أكثر من ٦٣ تقدماً إستراتجياً وتحرير أكثر من ٣٧ حاجزاً والسيطرة على العديد من الأسلحة النوعية بالإضافة إلى مطار عسكري شديد الأهمية، وهجوم واسع النطاق حرر فيه مناطق جديدة واسعة على الساحل السوري وأصبح على مرمى حجر من القرداحة مسقط رأس آل الأسد..
وفيما كان يسعى النظام جاهداً إلى تعميم صورة الهدوء على العاصمة السورية وتسويق قدرته العسكرية في السيطرة عليها جاءت الوقائع لتثبت أن الأمور خلاف ذلك، وقد كان إستهداف أحد مواكب بشار الأسد الرئاسية في صباح يوم عيد الفطر 8 آب 2013 دليل قوي على مدى قدرة الجيش الحر العسكرية في العاصمة ومدى تضعضع سيطرة الأسد عليها. في الشمال السوري تكمن أهمية حلب الإستراتيجية بأنها كبرى التجمعات المدنية في سورية والعاصمة الصناعية للبلاد، بدأت عملية تحرير المدينة منذ سنة الآن وتقدم الجيش الحر في المدينة بسرعة، وبالرغم من أن قوات الأسد استطاعت الحفاظ على جيوب مهمة لها في المدينة والمحافظة استخدمتها كقاعدة للهجوم على المدنيين، إلا أن شهر رمضان كان حافلاً وتموز شهراً حافلاً في تحييد أهم هذه القواعد و على رأسها مطار منغ وخان العسل الاستراتيجيين.
وفي الساحل حيث معقل الأسد والقاعدة الاجتماعية لأنصاره تمكن أهمية المعارك في الجانب المعنوي لها، وما تعكسه من تمسك الجيش الحر والائتلاف الوطني السوري بوحدة الأراضي السورية وقطع الطريق على أي مخططات للتقسيم، كما أن توسيع رقعة المواجهة مع النظام التي قامت كتائب الجيش الحر شتت جهود قوات النظام وأربكته الأمر الذي أسهم في تحرير قرى عديدة والسيطرة على مناطق واسعة في ريف اللاذقية.
ومنذ بداية الحرب حرص النظام على حشد قواته حول حمص وذلك للخطر الذي يمثله موقع المدينة المحاذي للساحل، في حال عمد النظام إلى إقامة دولة له في الساحل فالشرط الاستراتيجي لإقامة دولة علوية في الساحل السوري هو إضعاف ما حولها وهذا ما جعل تدمير حمص أولوية للنظام الأسدي، خسارة النظام لحمص سوف تضعف موقفه العسكري لأن وقوع حمص بيد الكتائب يجعلها تشرف على طرق الإنسحاب من دمشق للساحل، تمركز حزب الله بين الحدود اللبنانية و قرى حمص جاء كضمان إضافي لتأمين خطوط إمداد النظام، هكذا جاءت الانتصارات المتعددة في ريف حمص والصمود الأسطوري لأهالي حمص ومقاتليها أربك الحسابات.
وفي درعا المدينة الجنوبية مهد الثورة حيث المعبر البري مع الأردن السيطرة عليها يعني يطبق الحصار على دمشق من ريفها ويعزل النظام جنوباً مما لا يترك له غير حدوده مع لبنان بعد سيطرة الجيش الحر على الحدود الشمالية والجنوبية. والتقدم الذي أحرزه الجيش الحر في حماة وسط البلاد هو الآخر له أهميته الخاصة، فهي مشرفة على تخوم ثلاثة جبهات الجبهة الشمالية الغربية مع إدلب، الشمالية الشرقية مع حلب، والغربية مع حمص، والموقع الإستراتيجي لحماة يمكنها من لعب دوري حيوي في تأمين خطوط الإمداد من الشمال إلى حمص المحاصرة.
لتحميل التقرير بشكل كامل: انتصارات الجيش الحر في رمضان