حثّت منظمة أطباء بلا حدود الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن على القيام بواجبها في حماية المدنيين وإيقاف المجازر المتفاقمة في سورية بأسرع وقت ممكن، وذلك على خلفية المجازر التي ارتكبها طيران الاحتلال الروسي في سورية ومدينة دوما على وجه الخصوص.
وقالت المنظمة إن ما لا يقلّ عن 70 شخصاً قُتل في سورية فيما جُرح 550 آخرون في ضربة جوية استهدفت سوقاً في مدينة دوما قرب دمشق، مضيفة إن الطواقم الطبية كافحت التعامل مع تدفّق الجرحى نظراً لأن أقرب مشفى ميداني كان قد تعرّض للقصف قبل يوم من المجزرة.
وعبرت المنظمة عن خشيتها من أن يؤدي القصف الكثيف الذي طال شمال ووسط سورية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى نتائج مروّعة أكثر في حال امتد إلى المناطق المحاصرة المحيطة بالعاصمة حيث يعيش قرابة المليون نسمة دون سبيل للفرار ولا تتوفر لديهم سوى حفنة من المرافق الطبية ولا سبيل لإجلاء الجرحى.
وبيّنت المنظمة أن 250 مريض كانوا بحاجة إلى جراحة، و 300 آخرون تم علاج إصاباتهم بدون جراحة، وقد وصفت طواقم الإسعاف الإصابات البليغة المتعددة بأنها “غير مسبوقة”.
وأوضحت المنظمة أن النساء والأطفال دون سن الخامسة عشرة شكلوا نحو 40% من مجمل الجرحى الذين عالجتهم المرافق الطبية التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في الغوطة الشرقية حتى اليوم، مشيرة إلى أن هذه النسبة المرتفعة للوفيات والإصابات بين المدنيين تأتي نتيجة للاستهداف المتكرر للمناطق المكتظة بالسكان، ناهيك عن كون سكان المناطق المحاصرة يعتبرون بمثابة أهداف بشرية يعيشون في الأسر ولا سبيل أمامهم للفرار من أعمال القصف.
وقال مدير عمليات المنظمة في سورية برايس دو لي فيني: “تعتبر عمليات القصف الشعواء لأسواق مكتظة والتدمير المتكرر لما تبقى من المرافق الطبية بمثابة خرق لجميع قوانين الحرب”.
وأضاف “دو لي فيني” إن هناك مستشفيين ميدانيين في حيّين محاصرين من الغوطة الشرقية يتعرضان بشكل خاص لقصف متكرر، وهذه هي المرة الرابعة هذه السنة التي نقوم فيها بتمويل هذين المرفقين وتوفير الدعم الإستراتيجي لهما كي يستأنفا نشاطهما.
وعبر “دو لي فيني” عن تخوفه مما قد يحدث إن تحوّل الموت البطيء الذي يفرضه حصار نظام الأسد إلى مجزرة سريعة أدواتها الضربات الجوية، نظراً لنيران القناصة التي تمنع سكان هذه المناطق من مغادرتها. المصدر: الائتلاف