في ظلّ نظام الأسد فقط، لا يمكن للروائي السوري، أن يتبنى كلماته التي ولدتها بنات أفكاره. حيث صادرت ديكتاتورية الأسد، الجائزة الأولى التي منحتها رابطة الكتاب السوريين، للروائي فخر الدين فياض، وكان ذلك عندما امتنعت الرابطة عن نشرها لرواية “رمش إيل” لأسباب أمنية، وعندما لم يتمكن فياض والروائيين غسان الجباعي وسوسن جميل حسن اللذين حازا على الجائزة الثانية والثالثة، من المجيء لتكريم عقدته رابطة الكتاب في مدينة أنطاكية التركية أيضا لأسباب أمنية. وهذا ما اعتبرته وزيرة الثقافة والأسرة في الحكومة السورية المؤقتة، التي حضرت التكريم، بأنه ” يعكس الاستبداد الفكري لنظام الأسد في سورية”، وقالت في تصريح خاص لمراسل المكتب الإعلامي للائتلاف: ” إنّ مثل هذه الفعاليات، تثبت للعالم والمجتمع الدولي ككل، أنّ الثورة السورية، هي ثورة ثقافية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فإن ظلم بشار الأسد، وحّد كافة الشرائح والطبقات الاجتماعية، لتقف في وجه ديكتاتوريته التي تشكل عائقاً يقف في وجه المواطن السوري، والذي يتوق منذ بداية الثورة حتى الآن، لتحقيق مناخ الحرية، الذي يستطيع خلاله من ممارسة حقه الديمقراطي في قيادة البلاد”. وأردفت الحجلي في تصريحها لمراسل مكتب الائتلاف الإعلامي ” أعتقد أن المواطن السوري يعلّم بشار الأسد من خلال هذ الفعاليات، بأنّ الخطاب العسكري والبراميل المتفجرة، ليس هو السبيل الوحيد القادر على مخاطبة الرأي العام، بل إن مثل هذه الروايات التي سلّط من خلالها هؤلاء المثقفين السوريين، الضوء على مجازر الأسد ضدّ الشعب السوري، وبحق الحرية والديمقراطية، هي التي من الممكن أن تخاطب السوريين، وتشكّل لبنة مكلمة لما يقوم به الثوار الحقيقيون على أرض الواقع”. هذا وقد أشرف على المسابقة وتوزيع الجوائز بعد تحكيمها من قبل كتاب متخصصين، الكاتب خطيب بدلة، وحسام الدين المحمد المشرف على جائزة “المزرعة” التي أسست في السويداء عام 1997، والتي قام على تمويلها اليوم رئيس مجلس السلم الأهلي في السويداء يحيى القضماني. وقال الكاتب حسام الدين المحمد في تصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي: ” لقد سلّط الروائيون الضوء في كتاباتهم على الاستبداد الفكري، التي عاشته سورية خلال طيلة الفترة الزمنية، حيث قامت هذه الروايات من الإجابة على ثلة هائلة من الأسئلة الثقافية في واقع الثورة والمجتمع السوري، ولكن بطريقة فكرية وثقافية بغاية الفن والإبداع”. كما أثنى الكاتب وعضو الائتلاف الوطني السوري خطيب بدلة على الروايات الثلاثة، رمش إيل وقميص الليل وقهوة الجنرال، على الأسلوب الراقي الصادق، الذي انتهجه الروائيون في معالجة الواقع السوري بطريقة فنية وأدبية، والتي عكسوا من خلالها الجرائم الديكتاتورية التي ارتكبها نظام الأسد على مدى العقود الماضية، بحق السوريين”. (المصدر: الائتلاف)