يتهاوى سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار والعملات الرئيسية بشكل متسارع، حيث سجل سوق المرجة في دمشق اليوم 194 ليرة مقابل الدولار مبيعاً و192 شراء، وذلك رغم استمرار ضخ المصرف المركزي للدولارات، عبر شركات الصرافة وبعض المصارف الخاصة. ويأتي هذا الانهيار السريع لليرة نتيجة انعدام الثقة بالاقتصاد السوري، وعدم وجود احتياطيات بالعملة الأجنبية، واستنزاف الموارد الطبيعية للبلاد، حيث توقف الانتاج والاستيراد والتصدير، وتسلط الكثير من العصابات المرتبطة بنظام الأسد على مفاصل مهمة في اقتصاد الدولة، بالإضافة لزيادة تضخم لا تقل عن 250% حسب خبراء. ولم تفلح تدخلات المصرف المركزي السوري، في تحسين سعر صرف الليرة السورية، حيث أكد محافظ “المصرف المركزي”، على مواصلة التدخل الإيجابي في سوق القطع، عبر تمويل مستوردات القطاع الخاص بأسعار صرف تمييزية، لافتاً إلى استمرار التدخل خلال فترة عيد الأضحى. وقد أصدر المركزي مؤخراً قرارا، باستمرار ضخ النقد الأجنبي في السوق غير النظامية بالوسائل غير التقليدية خلال يومي الجمعة والسبت، خلافاً للمعتاد منعا من استغلال عطلة نهاية الأسبوع لرفع سعر الصرف.لكن المحلل الاقتصادي، علي الشامي أفاد: “لا أعتقد من جدوى من هذه المسكنات التي يؤثر المصرف المركزي على إعطائها لليرة المريضة، بعد فقدانها كل عوامل القوة والاستقرار”، وأضاف لـ “العربي الجديد”: “فقدت الليرة ثقة السوريين وهذا أخطر ما يواجهها اليوم، بعد أن فقدت العوامل الاقتصادية من احتياطي نقدي كان يزيد على 18 ملياراً قبل الثورة، وصادرات النفط والتحويلات الخارجية، ما يعني أن ما يقوم به المركزي هو عبارة عن إطالة عمر المريض عبر حقنه بدولارات بشكل يومي، سيموت بمجرد سحب أوكسجين التدخل”. المصدر: الائتلاف – العربي الجديد