اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن سورية هي أخطر مكان في العالم على أرواح العاملين في المجال الصحي، بسبب الحرب المندلعة فيها منذ خمس سنوات، والتي يشنها نظام الأسد ضد الشعب السوري.
وقالت المنظمة في بيان إن “الاعتداءات في سورية لا تقتصر على العاملين الصحيين والمرافق الصحية فحسب، فمن المخاطر التي تتهدد العاملين والمرضى والمرافق الصحية أيضاً، تعمُّدُ منع وصول الأدوية والعلاج إلى السكان المحاصَرين، وقطع إمدادات المياه والكهرباء، الأمر الذي يحدُّ من قُدرة المرافق الصحية على العمل”.
وأضافت المنظمة إن “آلاف الأشخاص يموتون سنوياً، لا كنتيجة مباشرة للعنف، وإنما لأنَّ البيئة التي يتواجدون فيها، باتت أخطر من أن تٌقدّم فيها الرعاية الصحية”.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط علاء الدين العلوان، إن “ثمة قوانين واتفاقيات واضحة تنُص على عدم الاعتداء على العاملين الصحيين والمرافق الصحية، إلا أن أطرافًا لا تكترث بالامتثال لهذه القوانين والاتفاقيات”.
وأضاف العلوان، إنه “بالرغم من النداءات المتكرّرة الصادرة من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تطالب باحترام العامليين الصحيين وحمايتهم، تتواصل هذه الاعتداءات لتحرم السكان من حقهم الأساسي في الصحة، وتعطِّل بشدة العمليات الإنسانية، وتقوِّض الأنظمة الصحية وأهداف التنمية الصحية على المدى الطويل، وعلينا ألا نقبل بهذا كأمر واقع”.
وقد حذر رئيس الحكومة المؤقتة المكلف جواد أبو حطب من تردي الخدمات الصحية في المناطق المحررة بسبب استهداف طيران نظام الأسد وروسيا للمشافي، والنقص الحاد في عدد الأطباء والأجهزة.
وقال أبو حطب إن “أكثر من 70٪ من المشافي التي تقدّم الرعاية الصحية في المناطق المحررة تم استهدافها”، معتبراً أن تركيز القصف على “الحاضنة الشعبية” هو “لإجبار السكان على الهجرة”.
وأضاف أبو حطب الذي يشغل أيضاً عميد كلية الطب في جامعة “حلب الحرة”، إن “القصف المركّز على المشافي والمؤسسات التعليمية يهدف إلى إجبار السكان على ترك بيوتهم ومناطقهم”، مشيراً إلى أن نسبة العجز في الكوادر الطبية “كبيرة جداً”.
وأوضح أنه جرّاء القصف الجوي من الطيران الحربي؛ تعاني المناطق المحررة نقصاً في الأطباء بنسبة 90٪، والتمريض الفني بنسبة 91٪، وفي أعداد المختصين، بالإضافة إلى عدم وجود صيانة للأجهزة الطبية، فنسبة الموتى بسبب الأمراض المختلفة أكثر من عدد من يُقتلون بالقصف”.
وأشار أبو حطب إلى أن “الأطباء في تلك المناطق الآن، إما في السجون، أو تحت تهديد القصف في المشافي، أو هاجروا للخارج”.
وطالب أبو حطب بـ “ضغط دولي على نظام الأسد والروس حتى يوقفوا قصف المشافي”، مستنكراً “قبول المجتمع الدولي لقصف المستشفيات والمنشآت الصحية”، ومستهجناً في الوقت نفسه ما أسماها “الحجة الواهية” التي يقولها المجتمع الدولي بعدم تأكده من الجهة التي قصفت، قائلًا: “في سورية لا يوجد طيران إلا مع النظام أو حلفائه الروس”. المصدر: الائتلاف+الأناضول