بادر عدد من الشباب السوريين اللاجئين بتركيا إلى توظيف مهاراتهم التقنية في بناء تطبيق وموقع إلكتروني لمساعدة اللاجئين السوريين على التأقلم في حياتهم الجديدة بعيدا عن الوطن، ويطمح القائمون على المشروع إلى إضافة قناة إذاعية وامتداد الخدمة خارج تركيا. “غربتنا” هو الاسم الذي أُطلق على المشروع الذي يعرفنا عليه مجاهد عقيل، وهو أحد النازحين السوريين في مدينة غازي عنتاب التركية، قائلا “هو فكرة تقوم على تقديم المساعدة والنصيحة للسوريين في مواطن نزوحهم كي لا يتم استغلالهم، وللتخفيف عنهم بمساعدتهم وإرشادهم، ويجسد المشروع بتطبيق موبايل وموقع على الإنترنت، حيث نسعى لأن نخدمهم في جميع البلدان التي تستضيفهم، لكن حاليا وبحسب إمكانياتنا المتواضعة هو متاح في مدينة غازي عنتاب وانتشر مؤخرا في عموم تركيا”. ويقدم موقع “غربتنا” للمسجلين فيه خدمات عديدة يجري العمل على تطويرها، حيث يتيح تصفح الأخبار التي تخص اللاجئين السوريين في تركيا، ويعرض فرص العمل المتاحة والقرارات الحكومية وكيفية إجرائها، إضافة إلى القدرة على التخاطب مع السوريين المسجلين في الموقع ذاته عبر الإشعارات التي ترسل إليهم لتمكن المشتركين من التواصل مع بعضهم بعضا. ويستعد فريق عمل المشروع لإطلاق إذاعة مجتمعية موجهة للسوريين في تركيا، حيث يجري إعداد برامج متنوعة تُعنى بالهموم والمشاكل اليومية التي تواجه اللاجئين. وتقول المسؤولة عن البرامج في راديو “غربتنا” جانا ديريك إن الترتيبات النهائية تجري لإطلاق الإذاعة التي “ستبث برامج تلامس واقع السوريين المقيمين هنا”، ومنها برنامج “ساعدني” الذي سوف يتلقى اتصالات هاتفية من أشخاص لديهم مشاكل، لتتم الإجابة عنها وإفادة جميع المستمعين من المعلومات المقدمة. ويرى عقيل أن كثرة الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة هو ما دفعه للعمل على التطبيق والموقع معا بحكم خبرته في هذا المجال، فهو يعمل مطور مواقع ويب وتطبيقات موبايل، ويضيف أن توافر خدمة الإنترنت في البلدان التي تستضيف السوريين ستنجح الفكرة، حيث بلغ عدد المشتركين في الموقع حوالي خمسة آلاف شخص في مدة زمنية قصيرة. ويبدي معروف -أحد المسجلين في التطبيق- إعجابه به، قائلا “تمكنت عن طريق التطبيق من الاطلاع على عدة قرارات حكومية في تركيا تهمني كالحصول على الإقامة والبطاقة الصحية والأوراق المطلوبة للتسجيل في الجامعة، كما أن قسم فرص العمل مهم للغاية ويثير انتباهي دوما”. ويؤكد عقيل إمكانية تطور الموقع، قائلا “بحكم خبرتي في مجال المواقع فإن إمكانية تطوير وتوسعة هذه المبادرة لتشمل بلدان الاغتراب التي يقيم فيها السوريون أمر ليس صعبا، لكنها تحتاج لفريق عمل كبير، الأمر الذي يتيح لنا إيجاد منظومة تواصل خاصة بنا كمغتربين، نستطيع من خلالها دعم بعضنا بعضا والاستفادة من تجاربنا بما يخدم مصلحتنا”. وما زالت تعترض المشروع العديد من المشاكل المادية والتقنية، فضعف الإمكانات وعدم القدرة على تغطية نفقاته يعيقان خطوات الإسراع في تطويره وإنجازه، حيث يحتاج إلى طاقم متخصص في تحديث البيانات، ويقول عقيل “لا يمكن للطاقم أن يبقى يعمل دون مقابل، فكل منهم عليه التزامات مالية، إلا أننا نحاول جاهدين العمل لإكمال ما بدأنا به، وننتظر مد يد العون والمساعدة من كل شخص يستطيع ذلك”. ويطمح القائمون على المشروع إلى القدرة على تقوية أواصر الصلة بين جميع السوريين في البلدان التي يلجؤون إليها، وتبادل الخبرات بينهم، لتقليل حالات الاستغلال والاستفادة القصوى من تجارب بعضهم بعضا. (المصدر: الائتلاف + الجزيرة)