بينما كان أحد الشباب الموالين للأسد والمتنعم باستبداده يتجول بسيارته الخاصة في إحدى شوارع مدينة اللاذقية، استغرب لرؤية شاحنة من نوع “سوزوكي” وهي خارجة من المشفى العسكري في المدينة وتحمل في صندوقها الخلفي الذي يستخدم عادة لنقل الخضار تابوتا لأحد جنود مليشيا الأسد مزيناً بعلمها الخاص، بينما جلست أمه في المقعد الأمامي إلى جانب السائق تشيع ولدها بصمت وبدمعة لم تعرف قساوتها حتى رأت أن ولدها لم يعد أحد يهتم به أو يرد له دَين الدفاع عن الأسد. فالتقط الشاب صورة لهذا المشهد ومن ثم نشرها على الانترنت ضمن صفحته الخاصة بموقع “الفيس بوك” ليرى أصدقاؤه الإهانة التي يعيشها جنود الأسد بعد موتهم، وثمن حياتهم التي يدفعونها لبقائه على كرسي الحكم وليس للدفاع عن كرامة الشعب السوري، فكان لهذه الصورة ردة فعل قوية على صفحات المؤيدين للأسد، حيث شتم بعضهم الضباط المسؤولين عن عملية التشييع، والبعض الآخر تساءل ما الذي يدفعهم للبقاء ضمن صفوف قوات الأسد والدفاع عنه بينما لا يوجد هناك من يحفظ كرامتهم. وكانت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في حكومة الأسد والهيئة السورية لشؤون الأسرة في السويداء قدمت منذ فترة وجيزة لأسرة كل واحد من قتلى قوات الأسد رأسي ماعز جبلي كتعويض لهم، وهذا ما يؤكد عدم مبالاة الأسد بقواته التي يستخدمها كوقود في حربه ضد الثوار المطالبين بالحرية والكرامة. (المصدر: الائتلاف)