وجه المجلس المحلي في مدينة الحولة شمال حمص نداء استغاثة، يوم أمس الأحد، للضغط على نظام الأسد وروسيا من أجل إيقاف الحملة الجوية التي تستهدف المنطقة منذ ثلاثة أيام، والتي أسفرت عن مقتل 27 شخصاً وارتفاع عدد الجرحى المدنيين إلى 112 جريحا بينهم إصابات خطرة ما يزال من الصعب تقديم الإسعاف لها.
وأشار النداء الذي وقع عليه عدد من المجالس المحلية المحيطة بمنطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، إلى أن معظم المستشفيات الميدانية تفتقد للمواد الطبية الأساسية، إضافة لتعرض معظمها للقصف المباشر من قبل الطيران الحربي وتدمير البنية الأساسية لها.
وطالب النداء مؤسسات المجتمع المدني والأمم المتحدة والمعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة المؤقتة بإعلان “منطقة الحولة منطقة منكوبة بكافة المقاييس الإنسانية”، محملاً المجتمع الدولي “المسؤولية المباشرة عن شلال الدم الحاصل”.
وناشد النداء المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإيقاف “عملية القصف الممنهج لمنازل المدنيين العزل”، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمدينة وخصيصاً الطبية لإنقاذ ما يقارب 60 ألف مدني محاصرين في البلدة.
يذكر أن الطيران الحربي استهدف صباح أمس بالصواريخ الفراغية الأبنية السكنية في منطقة الحولة، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي من قوات النظام على المنطقة.
وأظهر نداء الاستغاثة أن الوضع الصحي بالحولة حرج جداً نتيجة ازدياد أعداد الجرحى المدنيين في المنطقة التي تتعرض لحصار من قبل قوات الأسد، كما طالب النداء بتدخل كافة الهيئات الإنسانية للعمل على إخلاء الجرحى المدنيين وإسعافهم خارج المنطقة لعدم توفر إمكانية علاجهم.
وأرسل رئيس مجلس محافظة حمص، ليل السبت-الأحد، رسالة لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إستفين أوبراين، تناولت جميع الجوانب الخدمية، والطبية، والإنسانية التي يعاني منها حي الوعر بحمص.
ونوّه رئيس مجلس المحافظة، أمير عبد القادر، في رسالته للوضع الغذائي، حيث يمنع النظام دخول قوافل المساعدات والخبز للحي منذ شهر آذار الفائت، ما سبب بازدياد أعداد المرضى متأثرين بسوء التغذية.
وتناولت الرسالة، الحديث عن حصار الحي، الذي يقطنه نحو 100 ألف نسمة بين نازح ومقيم، والذين تحاصرهم قوات النظام منذ أربع سنوات، وتسمح بخروج ودخول طلاب الجامعات والموظفين فقط، في ظل تعرضهم لاعتقالات عشوائية بين الحين والآخر.
كذلك تحدثت الرسالة عن منع النظام دخول المواد الطبية منذ نحو عامين ونصف العام، والتي تسببت مؤخراً بوفاة طفلين نتيجة نقص الدواء، ووفاة سيدة ورجل من مرضى غسيل الكلى، وظهور حالات تشوه أجنّة.
واحتوت الرسالة على صور أطفال مصابين بسوء التغذية، والحديث عن الجانب النفسي الذي يعاني منه المدنيون، في ظل الحصار المفروض عليهم، وعدم توافر مقومات الحياة الأساسية من ماء وكهرباء وغياب الأعمال الخدمية نتيجة القصف المستمر.
وكان عدد من المدنيين جرحوا، فيما قتل آخرون خلال الأيام الماضية، نتيجة قصف النظام للحي، في حين أصدر مجلس محافظة حمص بياناً اتهم فيه الأمم المتحدة بعدم الضغط على النظام لتنفيذ التزاماته المتعلقة بحي الوعر.
وأوضح نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موفق نيربية في تصريح سابق أن روسيا ونظام الأسد يسعيان إلى وضع الثورة والثوار أمام خيارين لا ثالث لهما، وهي إما القبول بشروط الأسد في مفاوضات جنيف ورفضه إقامة هيئة حكم انتقالية حسب بيان جنيف والقرار 2254، أو استمرار القصف وتدمير المدن وجميع المرافق الخدمية والطبية. المصدر: الائتلاف