آثر الصحفي محمد عمر الخطيب إلّا أن ينضم إلى قافلة شهداء القلم في سورية، غير أنّ تكريمه لم يكن في قاعة المؤتمرات أو منصات المسارح والإخراج السينمائي، بل كان على منصة الشبح وبساط الريح التي نصبها نظام الأسد للمثقفين والصحفيين السوريين بسجن صيدنايا المركزي، كوسائل تعذيب رخيصة، يحاول من خلالها كسر إرادة القلم. لكن الأيادي الراجفة لنظام الأسد الإرهابي، تكسرت مدافعها وانحنت بندقياتها أمام شموخ الكلمة التي عجزت أقبية الأسد عن خنق صداها المنبثق من خلايا الحرية. لكن البندقية لم تعجز فهمّت لتنفرد بتلك الحروف خلف قضبان سجنها السادي الذي راح يتلذذ بتعذيب الأحرار!، غير أنها تفاجأت ببسالتها وعناد كاتبها وقساوة القلم الذي خطت به، ما دفعها لقتله وخنقه في أقبيتها الخارجة عن القانون الإنساني”. هذا ما قاله رئيس رابطة الصحفيين السوريين رياض معسعس، في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي، تعليقا على قتل نظام الأسد للصحفي محمد الخطيب الذي لقى حتفه في أقبية الأسد، بعد اعتقال دام لما يزيد عن السنتين والنصف في سجن صيدنايا المركزي. وأردف معسعس في تصريحه” الخطيب ليس الوحيد، بل هو جزء من كل، فسجون نظام الأسد تشهد كل يوم مئات العمليات الإجرامية التي تستهدف أصحاب الكلمة بشكل خاص. والغريب بالأمر أنها تفرج كل يوم منذ بداية الثورة عن عشرات الإرهابيين الذين تقوم بتجنيدهم لخدمة أجندتها الإرهابية التي تعتمد من خلالها على وجودها السياسي والعسكري في المنطقة. والأغرب من ذلك كله أن المجتمع الدولي حتى الآن، لم يستطع قراءة متغيرات الواقع السوري بشكله الصحيح، ما جعله عاجزا عن اتخاذ أي خطوات عملية لإيقاف إجرام الأسد الذي مازال يتمدد ضد الإنسان ليس في سورية فحسب بل بالمنطقة والعالم أجمع!”. وقال معسعس:” من المؤسف أنه لم يقدّم للخطيب في المجتمع الذي يدعي انتماءه لحقوق الإنسان جائزة بوليتزر للصحافة كنوع من التشريف على تفانيه بالعمل الإعلامي، بل تحوّل الخطيب بحدّ ذاته إلى جائزة شرف وعزّ على صدر بردى وقاسيون والغوطة، ولكن بنفس الوقت فإن قتله في سجون الأسد بصمة عار أيضا على صدر إنسانية القرن الواحد والعشرين وشريعة حقوق الإنسان والقانون الدولي الذين يقود عالم اليوم!”. وكان رئيس رابطة الصحفيين السوريين دان في تصريح سابق له قتل المخرج السوري بلال أحمد بلال. حيث يقتضي التنويه، أن الصديقان الخطيب وبلال كانا من سباقي الحراك السلمي والإعلامي في معضمية الشام، حيث قال معسعس في تصريح سابق للمكتب الاعلامي تعليقا على قتل نظام الأسد للصحفي بلال” إن الصحفي السوري هو الذي حقق مفهوم الشهادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فبلال كان حاضرا منذ بداية الثورة السورية، ليكون من أوائل الكاميرات والأقلام التي تسابقت لكي تحظى برضاء الوطن والحرية منذ الأيام الأولى للثورة. فكان يعتبر من أوائل العدسات التي تهافتت على ميادين الثورة، لتكون شاهدة على نقل الصورة بحقيقتها، كما خطها السوريون في الساحات التي زرعوا فيها البذور الأولى للحرية”. وأردف معسعس في تصريحه ” إن مثل هذه الإرادة الصحفية التي خلقتها الثورة، كفيلة بإنتاج مفهوم جديد سيشهده الإعلام في العالم قريباً”. وأضاف رئيس رابطة الصحفيين بقوله: “نحن نكون في غاية الحزن عندما نفقد مثل هؤلاء الصادقين، إلا أن عزاءنا في ذات الوقت، يكون عندما نكحل أعيننا بالهدف الذي استشهدوا من أجله. بصراحة إن هؤلاء الأبطال لا يموتون عندما يرحلون عن هذه الحياة، ولكن موتهم يكون عندما نحيد عن الطريق الذي ماتوا من أجله”. وفي نهاية اللقاء ناشد رئيس الرابطة ” كافة منظمات حقوق الإنسان لوضع حدّ فوري لهذه الأعمال والانتهاكات الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد المجرم”. المصدر: الائتلاف