أظهر تقرير حقوقي جديد استمرار نظام الأسد في استخدام العنف والتعذيب الوحشي في سجونه ومعتقلاته، وهو ما أدى إلى استشهاد 41 شخصاً تحت التعذيب في سجون وأقبية النظام خلال الشهر الفائت.
وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في آخر تقرير لها عن ضحايا التعذيب في سجون النظام، أن الضحايا توزعوا على الشكل التالي: 11 معتقلاً من محافظة ريف دمشق و11 من محافظة درعا و4 من محافظة حماة و2 من محافظتي دمشق والحسكة و3 من دير الزور وحمص والرقة وواحد من إدلب واللاذقية.
وذكرت الشبكة أن من بين الشهداء تحت التعذيب أربعة طلاب جامعيين ورياضي وموسيقي وطفل، وكانت تقارير حقوقية قد أشارت إلى أن عمليات التعذيب في سجون النظام تعتمد على أساليب “طائفية غير إنسانية”.
وكانت قد وصلت في 27 من الشهر الماضي قائمة بأسماء 20 معتقلاً من بلدة “خربة غزالة” بدرعا إلى دائرة السجل المدني في المحافظة، من الذين قضوا تحت التعذيب في سجون الأسد.
وسبق للشبكة السورية لحقوق الإنسان أن ذكرت في تقريرٍ لها، بأن لديها أسماء 118 ألف معتقل سوري، 88 في المائة منهم في معتقلات النظام، فيما تتوقع جهات حقوقية أخرى أن العدد يفوق ذلك بكثير، وخاصة في ظل وجود عشرات الآلاف من المختفين قسرياً.
الفنان التشكيلي والمعتقل السابق مرح البقاعي كان قد جسّد في آخر لوحاته الأساليب الوحشية التي تتبعها أجهزة الأمن في تعذيب المعتقلين، ورسم مجموعة من الرجال شبه عراة وهم يتعرضون للضرب، كما بيّن في لوحة أخرى أحد الأشكال المعروفة في التعذيب بأقبية الأجهزة الأمنية والمسماة “بساط الريح”، مظهراً رجلاً على ظهره يرفع رجليه بحيث تصلان إلى رأسه وهو مقيد بين لوحين ثقيلين من الخشب.
من جهته، شدّد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أن استمرار نظام الأسد بتصفية المعتقلين يزيد من المخاوف على حياة من تبقى منهم في السجون، مؤكداً أن النظام الذي قابل المتظاهرين السلميين بالرصاص لن يصعب عليه تصفية كل من يشك بمناهضتهم له في أفرعهِ الأمنية ومعتقلاتِه.
واعتبر الائتلاف الوطني أن هذه التقارير تساعد “الآلية الدولية المحايدة والمستقلة” في مساعيها لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب في سورية. وكانت القاضية الفرنسية كاترين مارشي-أُويل، المكلفة بإعداد اتهامات جرائم الحرب في سورية قد أعلنت قبل نحو أسبوع عزمها على البدء بـ “فتح ملفين أو أكثر من قضايا التحقيق قبل نهاية العام”، إضافة إلى تبادل الوثائق مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري