أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها صدر يوم أمس الاثنين، أنها حصلت على صور أقمار صناعية تُثبت حجم الدمار الهائل الذي تعرضت له مدينة “خان شيخون” بريف إدلب الجنوبي، لافتةً أن هدف حلف روسيا والنظام تطبيق نموذج “غروزني والغوطة الشرقية”، وتدمير أكبر قدر ممكن من المباني لتأديب المجتمع السوري.
وأشار تقرير الشبكة إلى أن حجم دمار مدينة “خان شيخون” بريف إدلب الجنوبي ومساحته، تُشبه إلى حدٍّ كبير ما تعرضت له غوطة دمشق الشرقية، بين شباط ونيسان في 2018، وقبلها أحياء حلب الشرقية نهاية عام 2016.
ووفق الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية في 2 آب 2019 لمدينة “خان شيخون”، حدّد التقرير قرابة 220 نقطة تعرضت فيها مبانٍ لدمار كبير، مشيراً إلى أن قرابة 35 في المائة من مساحة المدينة مدمرة بشكل كامل، مضيفاً أن 40 في المائة منها مدمرة بشكل جزئي، ما يعني أن قرابة 75 في المائة من مباني المدينة مدمرة بشكل جزئي أو كامل.
وبيّن التقرير أن قوات حلف النظام وروسيا تعمدت منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة في 26 نيسان 2019، قصف وتدمير أكبر قدر ممكن من المساكن، وخاصة المنشآت الحيوية الواقعة في منطقة خفض التصعيد شمال سورية.
وقال التقرير إن عمليات القصف التي استهدفت منطقة خفض التصعيد منذ 26 نيسان، تسبَّبت في مقتل 1012 مدنياً، بينهم 272 طفلاً، و171 سيدة، على يد قوات حلف روسيا والنظام، وتسبب بتشريد قرابة 630 ألف مدني بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إضافة إلى تراكم ما لا يقل عن نصف مليون شخص من طالبي اللجوء على الحدود التركية.
وذكر التقرير أن عملية التدمير الواسعة عبر القصف الجوي الكثيف ليست فوضوية، بل إنها عملية مدروسة وتهدف إلى تدمير أكبر قدر ممكن من المباني والمنشآت بهدف تأديب سكان تلك المناطق، وإجبارهم على دفع أعظم ثمن ممكن في ظلِّ إفلاته من العقاب والمستمر منذ سنوات عدة حتى الآن.
وكشف التقرير حصيلة استخدام قوات حلف النظام وروسيا لأبرز أنواع الأسلحة في منطقة إدلب منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة في 26 نيسان 2019 حتى 15 أيلول 2019، حيث سجل ما لا يقل عن 24 هجوماً بالذخائر العنقودية، 12 منها نفذَّها النظام، و3 نفذتها القوات الروسية، إضافة إلى ما لا يقل عن 21 هجوماً بأسلحة حارقة جميعها على يد النظام.
وجاء في التقرير أن قوات النظام استخدمت صواريخ مسمارية في 7 هجمات على الأقل، بينما ألقى طيران نظام الأسد ما لا يقل عن 3420 برميلاً متفجراً، إضافة إلى استخدامه أسلحة كيماوية في هجوم واحد على قرية “الكبينة” بريف اللاذقية.
ودعا تقرير الشبكة الحقوقية المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى إدانة مرتكبي جرائم الحرب والمجازر والمتسببين الأساسيين في خرق قرارات مجلس الأمن الدولي، وطالب روسيا بالتوقف عن دعم النظام وعدم استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري