تحدثت معتقلة سابقة في سجون نظام الأسد عن عمليات التعذيب الوحشية التي يتعرض لها المعتقلون والمعتقلات، وأكدت على وجود جرائم حرب فظيعة داخل تلك السجون، كما جاء في معظم التقارير الحقوقية والإنسانية.
المعتقلة السابقة في سجون نظام الأسد، رانيا عبد الحكيم، روت قصتها “المروعة” حسب وصفها، وأوضحت أن “عدد النساء اللواتي رأيتهن وسمعت أصواتهن وهن يعذبن خلال ستة أعوام بكافة الأفرع الأمنية يتجاوز الألف، وأكثرهن استشهدن تحت التعذيب”.
وذكرت المعتقلة ذات الثلاثين عاماً، في حديث لها مع شبكة “بلدي الإخبارية”، أنها قضت ست سنوات في معتقلات النظام، بعد اعتقالها على أحد الحواجز التابعة لنظام الأسد.
وقالت رانيا التي تنحدر من مدينة حمص “كنت في طريقي إلى دمشق، أوقفني أحد حواجز النظام وقالوا لي إنهم يحتاجوني لمدة ساعتين؛ فبقيت في السجون مدة ست سنوات، ذقت فيها ما لم أتوقع أن هناك بشراً يفعلون هذا”.
وأضافت رانيا “بدأت قصة اعتقالي في آذار عام 2011، بتهمة التعامل مع المسلحين وتأمين انشقاق ضباط، وتفجير جسر الشغور، أُعتقلت أنا وأطفالي الثلاثة محمد 6 سنوات، وإيلاف 4 سنوات، ومريم 9 أشهر، بقوا معي في السجن لمدة ستة أشهر في معسكر “دير شميل”، وشاهدوا كل أنواع العذاب بأعينهم، ورأوا كيف يتم تعذيبي، وهذا بالنسبة لي أصعب من الموت”.
وتقول رانيا التي تنقلت بين الأفرع الأمنية في دمشق بين الأمن العسكري والأمن الجوي، بأنها رأت “أشياء لا توصف ولا يمكن لإنسان أن يتخيلها أبداً بدءاً بالاغتصاب والحرق والسلخ إلى قلع الأظافر”.
وأكدت رانيا التي كانت من بين آلاف المعتقلات السوريات اللواتي نجون من سجون النظام، في حديثها أن جميع المعتقلات اللواتي التقت بهن في زنازين النظام “كن يتمنين الموت؛ فالعذاب لا يتوقف ويواصلون تعذيبنا ليلاً نهاراً”.
وأردفت رانيا أنها عندما عادت إلى حمص للبحث عن أهلها أخبرها الجيران أن جميع أهلها استشهدوا “منهم ذبحاً في الحولة، ومنهم قصفاً، والباقي نزح للغوطة، ومات أثناء قصف النظام للغوطة بالكيماوي”.
وتشير رانيا إلى أنه بعد خروجها من السجن عام 2017 عقب رميها من قبل عناصر النظام في أحد شوارع دمشق، بقيت لأشهر تحاول أن تعرف نفسها بأولادها ولكنهم لم يتعرفوا عليها، وذلك لأنها عندما دخلت السجن كانت في ٢٤ عاماً وهم صغار، وهي الآن في الثلاثين من عمرها.
وختمت رانيا حديثها برسالة تخاطب فيها “كل ثائر ولكل من خرج ضد النظام”، وقالت فيها: “هناك نساء بالآلاف في معتقلات النظام يصرخن ليلاً ونهاراً، يذقن ما لم يتخيله بشر، حاولوا أن تخرجوهن من السجون لأنها مسؤولية كل حر ثائر؛ فهن لم يعتقلن إلا من أجل الثورة”. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري