عقد خبراء من الحكومة السورية المؤقتة والاتحاد الأوروبي ورشات عمل متخصصة لبحث المشاريع الخدمية التي تعيد تنشيط المؤسسات السورية وتفعيل خدماتها للسكان، وسبل دعمها بشكل حقيقي من قبل شركاء الحكومة.
وحضر الاجتماع الذي أقيم في مدينة غازي عنتاب ممثلون عن كلٍ من الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف الوطني السوري والاتحاد الأوروبي والمجالس المحلية والمجلس الوطني الكردي وفريق الخبرات السورية وممثلين عن شركاء الحكومة من منظمات المجتمع المدني.
وأوضح رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب أن طواقم الحكومة تعمل بشكل كبير من أجل إعادة تنشيط المؤسسات السورية وتفعيل خدماتها للسكان في المناطق المحررة، بعد أن تم تدميرها من قبل النظام وداعميه.
وأكد أبو حطب على ضرورة العمل على إنشاء بيئة تعليمية عملية للطلاب السوريين وتعويض النقص في المنشآت والكوادر الطبية، إضافة إلى دعم قطاعات الزراعة والقضاء والأمن وتأسيس المحاكم النظامية التي تطبق القانون السوري.
وأكد أبو حطب على استمرار عمل الحكومة على الرغم من سقوط عدة شهداء في صفوفها، مطالباً أصدقاء الحكومة الدائمين أصحاب المؤسسات العريقة أن يكونوا داعمين حقيقين للحكومة وشركائها.
واشتمل الاجتماع على جلستين حيث تم في الجلسة الأولى مناقشة وضع الحكومة وآلية عملها وشركائها من المجالس المحلية والمنظمات، بالإضافة إلى مناقشة الآلية الممكنة لدعم الحكومة السورية المؤقتة ومشاريعها من قبل الاتحاد الأوروبي.
وقدمت الحكومة السورية المؤقتة عرضاً عن رؤيتها وأهدافها وشرح عن هيكليتها بوزاراتها ومديرياتها وتوزعها على الأرض السورية، بالإضافة إلى الإنجازات التي قدمتها خلال الأشهر السبعة الماضية ولمحة عن التحديات التي واجهتها، كما تم الحديث عن تحديد وتوزيع أدوار ومسؤوليات الحكومة وشركائها.
ولفت رئيس الحكومة إلى أنهم يسعون إلى رفع أعداد العاملين، وقال: “نريد حكومة فعالة تنتشر على مساحة الوطن، يعمل مع الحكومة 30 ألف موظف ونتطلع ليصل العدد إلى 100 ألف موظف”، مبيّناً رغبة الحكومة بالانتقال من الإغاثة إلى التنمية عن طريق تفعيل المشاريع بواسطة مؤسساتها وشركائها من المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني، منتقداً في نفس الوقت بعض المنظمات التي تعرقل عمل هذه المؤسسات وتحاول أن تحل محل الدولة.
في حين أشاد الأمين العام للائتلاف عبد الإله الفهد بدور الاتحاد الأوروبي في دعم الثورة السورية منذ بدايتها وسعيه الدائم لتحقيق تطلعات الشعب السوري والوقوف إلى جانبه، مطالباً بتقديم الدعم الحقيقي للحكومة السورية المؤقتة التي تسعى لتمكين الشعب السوري من البقاء، وأكد على استمرار الائتلاف في المعركة السياسية بالتوازي مع المعركة العسكرية والإعلامية.
كما طالب مسلم محمد ممثل المجلس الوطني الكردي الاتحاد الأوروبي بإيجاد رؤية سياسية جدية للحل السياسي في سورية والمشاركة الفعالة والعملية في إعادة إعمار سورية ومنها المناطق الكردية المهدمة للوصول إلى سورية ديمقراطية برلمانية تعددية تشاركية.
بدورهم أبدى ممثلو الاتحاد الأوروبي رغبة الاتحاد بالتعاون مع الحكومة السورية وأكدوا على أهمية بناء ودعم شرعيتها وتقويتها لتتولى المبادرة والسيادة على المشاريع التي يمكن دعمها من قبل الأوروبيين، كما شددوا على أهمية الحفاظ على بنية الدولة السورية ومؤسساتها.
في حين تخللت الجلسة الثانية من الاجتماع ورشات عمل فنية بحضور خبراء من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة لخبراء من الحكومة السورية، حيث قسمت الورشات لأربعة قطاعات “التربية والصحة والزراعة وحوكمة الإدارة المحلية” تم من خلالها مناقشة المشاريع المطروحة. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري