فاز فيلم “آخر الرجال في حلب” الذي يوثق جهود متطوعي “الخوذ البيضاء” في سورية، بجائزة فئة الأفلام الوثائقية الأجنبية في مهرجان “ساندانس” الأمريكي.
ويروي الفيلم الذي أشرف عليه المخرج السوري “فراس فيّاض” و”ستين يوهانسن”، كفاح ثلاثة رجال من متطوعي الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” أصبحوا أبطالا رغماً عنهم خلال الحرب التي يشنها نظام بشار على الشعب السوري منذ 6 سنوات ولا سيما الهجمة العسكرية على مدينة حلب والتي أدت إلى تفريغ المدينة من سكانها ضمن عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي التي ينتهجها النظام والميليشيات الإيرانية.
وإضافة إلى هذا الفيلم، كان الشأن السوري حاضرا بقوة في دورة هذا العام من المهرجان، مع أفلام مثل “سيتي أوف غوستس” (مدينة الأشباح) الذي يروي قصة نشطاء في شبكة “الرقة تذبح بصمت” يخاطرون بحياتهم لتوثيق فظاعات تنظيم داعش، و”كرايز فروم سيريا” (صرخات استغاثة من سورية) للمنتج والمخرج الأميركي يفغيني أفينفسكي عن الحركات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط سلطة بشار التي انطلقت في أعقاب موجة ما يعرف بالربيع العربي.
وقالت لجنة التحكيم تعليقاً على فوز الفيلم إنه “بلا أدنى شك، إنه فيلم استثنائي، بما لا يشبه فيلماً آخر. رفعنا وحلق بنا ثم أسقطنا في المكان. عمل متكامل من الفن والقوة والانجاز السينمائي، ورواية مقنعة عن أبطال يكشفون في ظل ظروف مستحيلة تزداد استحالتها يومياً، عن المزيد من الرحمة والإنسانية والشجاعة غير الاعتيادية. هذا العمل الصلب، يمزج بين التزام صنّاعه بالجرأة وعدم الخوف، وبين بسالة الآباء والأخوة والأصدقاء، الذين تشكّل سورية أولويتهم”.
وكانت إدارة المهرجان قد كرمة المخرج السوري طلال ديركي بعد فوزه بالمركز الأول عن فيلم “العودة إلى حمص” في عام 2014، حيث يحتفي مهرجان “ساندانس” الذي أطلق سنة 1985 للجم هيمنة الأستوديوهات الهوليوودية على هذا القطاع، بالمواهب الجديدة ويسلط الضوء على سينمائيين يعملون خارج مجموعات السينما الرئيسية. المصدر: المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري /وكالات