لم يسغرب عضو الائتلاف الوطني السوري برهان غليون من تحميل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثوار السوريين مسؤولية الوضع المتردي في مخيم اليرموك، وقال: ” إن الموقف الروسي لم يتغير منذ بداية الثورة حتى الآن، ونحن لا نتوقع أن يكون هناك أي تضامن مع الشعب السوري من قبلهم في المستقبل”. وأردف غليون ” إن قراءة الروس للثورة السورية لا تختلف البتة عن رواية نظام الأسد، وهي سلبية للغاية ولا تؤمن بكافة الثورات الشعبية، وموقفها مثال لأقصى تيارات المحافظة السياسية”. فيما أشار غليون في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي ” إلّا أنّ إقدام الحكومة الروسية للتعامل مع المعارضة السورية، يعتبر تطوراً لافتاً للنظر في موقفها، بعد رفضها المتكرر بالاعتراف بها”. سيما وقال لافروف أثناء لقائه بالجربا في باريس: “أتفهم أن ما يشغلكم قبل كل شيء، هو مصير وطنكم. نحن أيضا مهتمون بمصير الشعب السوري”. هذا وشكك غليون بجدية رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي للوصول إلى حلّ سياسي عن طريق جنيف2، ليخرج سوريا من واقعها المضطرب الذي تعيشه اليوم، وقال: ” المالكي ينسق مع بشار الأسد بشكل مباشر، ويريد أن يأخذ من جنيف2 مايضمن مصالحه ومصالح حلفائه الآخرون، كحزب الله وإيران وغيرهما”. معتبراً في ختام تصريحه ” أن حكومة المالكي تعيش أزمة سياسية تحاول تصديرها إلى سوريا، عن طريق الترويج لفكرة الإرهاب، في محاولة منها للتغطية عن فشلها السياسي في قيادة الشعب العراقي”. وفي السياق ذاته أكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف عبد الباسط سيدا في تصريح سابق لمكتب الائتلاف فكرة التنسيق الإقليمي بين الدول، واصفا إياها بـ” سيمفونية الإرهاب التي تحاول روسيا والنظام وإيران والحكومة العراقية عزفها قبل انعقاد مؤتمر جنيف2″، وقال: ” إن هي إلا محاولات لا أخلاقية يسعى نظام الأسد من خلالها إلى ” تسويق أجندته السياسية على حساب دماء المدنيين في المنطقة سعياً منه لتهيئة الجو المناسب لعقد مؤتمر جنيف، الذي أعلن مع حلفائه بأن هدفه الأساسي هو محاربة الإرهاب وليس تسليم السلطة”، وقال: ” لم يكتف النظام فقط بقتل السوريين للحفاظ على كرسيه، بل شرع بقتل أبناء الشعب الروسي واللبناني الشقيق، بغية تضليل المجتمع الدولي والعالم بأسره وإقناعه بأن الصراع الحقيقي في سوريا هو مع الإرهاب وليس مع الشعب السوري”. ويأتي ذلك في إشارة من سيدا إلى التفجيرات الإرهابية التي استهدفت الشعب الروسي إضافة إلى اللبنانيين في الضاحية الجنوبية. غير أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد في لقاء مجموعة أصدقاء سوريا على أنه ” لا يوجد في سوريا النظام من جهة والإرهاب من جهة أخرى، بل إن النظام هو الذي يغزي الإرهاب، وللتخلص من الإرهاب، يجب التخلص من النظام». فيما أكدت مجموعة الأصدقاء بالإجماع دعمها للائتلاف الوطني السوري مشددةً على أن ” الانتقال السياسي في سوريا يجب أن يضع حدا للنظام المتسلط في سوريا”. هذا واعتبر رئيس الائتلاف أن أهم ما حصل في الاجتماع يتمثل في “الاتفاق على أنه ليس للأسد وعائلته أي مستقبل في سوريا”. وأكد البيان المشترك المكون من ١٤ فقرة، والصادر في ختام الاجتماع، “تأييد المجتمعين الكامل لحق الشعب السوري في تحديد مصيره والدفاع عن نفسه”، معتبراً “أن جنيف ٢ الذي يستند إلى بيان جنيف ١ يهدف إلى تمكين السوريين من السيطرة على مستقبلهم”. هذا ودان البيان ” كافة الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام بحق السوريين بدعم من حزب الله ومجموعات أجنبية أخرى». كما «دان بشدة الاستخدام المكثف للبراميل المتفجرة ضد المدنيين في حلب ومناطق أخرى، إضافة لسياسة التجويع المعتمدة في ضواحي دمشق وحمص القديمة، وهو ما لا يمكن للأسرة الدولية التغاضي عن استمراره». وفي نهاية البيان دعت الدول كلا من روسيا وإيران إلى «استخدام كل نفوذهما لحمل النظام على احترام الالتزامات المتضمنة في قرارات مجلس الأمن، خصوصاً فيما يتعلق بوقف هجماته ضد المدنيين وإطلاق سراح كل المعتقلين اعتباطاً”. (المصدر: الائتلاف)