وقّع الائتلاف الوطني السوري اتفاقاً مع المجلس العسكري، الذي اعترف بالنظام الداخلي للائتلاف بما فيه المادة 31 بشرط ألا يتعارض ذلك مع النظام الداخلي للمجلس العسكري. وأثنى نصر الحريري الأمين العام للائتلاف، الذي ترأس جلسة الاجتماع مع قادة المجالس العسكرية بحضور أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة على هذا الاتفاق، وقال: “إن توحيد الصفوف العسكرية وتنظيم القيادات اليوم، هو ضرورة وطنيّة وملحة، وإنّ التباطؤ في توحيد هذه الصفوف، يعني أننا نترك السوريين لأن يكونوا فريسة قيادات عسكرية أخرى، لا تمدّ للنتاج الفكري للثورة بصلة على الإطلاق. ومن ناحية أخرى، إذا لم ننجح في تشكيل قيادات عسكرية حقيقة قادرة على حماية مبادئ الثورة، فعلينا أن نفسح المجال لقيادات أخرى ربما يخلقها الحراك الشعبي السوري”. هذا وأكد رئيس الحكومة أيضا على” ضرورة تفكيك الصعوبات والمعوقات التي تقف أمام تطور الحالة العسكرية وتراجعها، ومدى أهمية تشكيل جسم عسكري موحد يمتلك قيادة عسكرية مركزية تكون مبعث ثقة لكل الداعمين له، والعمل بجدية على تطوير المجلس وإزالة الخلافات والإشكاليات التي يعاني منها المجلس العسكري”. وأكد الحريري أثناء اللقاء على وجوب التريث لـ” تحديد الرؤى والأهداف التكتيكية التي من شأنها أن تصل بنا إلى شواطئ النصر، وذلك دون إيقاف سفينة الثورة، لأنّ السفينة لا تصلّح إلا وهي مبحرة، فإذا وقفت ستمتلئ بالماء، ومن ثم ستغرق بمن فيها. وهذا هو حال سفينة الثورة اليوم، فالسفينة مبحرة، ومن اللامنطق إيقافها، لأنّ الوقوف في هذه المرحلة، هو غرق حتمي، لن يؤثر على المسار الآني لسورية فحسب، بل سيؤثر وبشكل مباشر على مستقبل سورية وتاريخ المنطقة بشكل أكمل. لذلك علينا أن نواصل الإبحار والقتال، ولكن بشرط أن نعطي وقتا للإصلاح، أن نعطي وقتا لنبذ الخلافات، أن نعطي وقتا لتوحيد الصفوف ورصّ البنيان، كل هذه المتغيرات إذا أهملت، ربما تكون النهاية، وإنّ عدم توحيد الصفوف هو قتل للشهيد وخيانة للمبادئ التي خرج من أجل تحقيقها”. ووصف الحريري المرحلة بأنها” مرحلة أن نكون أو لا نكون، وأن الجيش السوري الحر هو الوحيد القادر على تحرير سورية ومقاتلة إرهاب الأسد والتنظيمات الداعمة له والأخرى التي زرعها في جسد الثورة”، وأضاف”السياسة العوراء للمجتمع الدولي في التعاطي مع الواقع السوري هي سياسة غير مجدية، حيث إنه من غير المنطق استثناء مليشيات النظام الإيراني وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد من قائمة الإرهاب”، مشيرا إلى” أنّ التمدد الجغرفي للإرهاب ولتنظيم داعش وانتعاش قوات الأسد عسكريا في أطراف حلب، في ظلّ بداية مكافحة التحالف للإرهاب، أمر ليس بالغريب ومتوقع وحذرنا منه منذ البداية، لأنّ أي ضربات جوية دون دعم المحاور العسكرية البرية لقوات الجيش السوري الحر، هو دعم لاستمرار الصراع والإرهاب، ولا يخدم استراتيجية مكافحة الإرهاب”. وختم الأمين العام بالقول:” إني على ثقة، بأنّ ذلك الشاب الذي التحق بصفوف تنظيم الدولة الإرهابي، لو توفر له مشروع بديل لما أقدم على الالتحاق بتلك الصفوف، لكنه عندما قنط هذا الشاب من عدالة ودعم المجتمع الدولي، دفع ذلك البعض للالتحاق بصفوف التطرف، الذي هيهات أن يخدم المبادئ التي خرج السوريون من أجل تحقيقها. وأخيرا لا أبالغ إن قلت، إن من لا يدعم الجيش الحر ولا يحارب الأسد فهو داعم لداعش من حيث لا يدري”. المصدر: الائتلاف