ألقى رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد عوينان عاصي الجربا كلمة أمام دول أصدقاء الشعب السوري في الأمم المتحدة اليوم، والذي حضره ما يزيد عن ١٠٠ وزير خارجية يقاطع العديد من كافة العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد، وقال الجربا في كلمته إن “ادعاءات النظام بمواجهة ما سماهم بالمتطرفين والإرهابيين” ما هي إلا حرب “دعائيّة على الثورة السورية بهدف الإساءة لها وتصويرِ نفسه على أنه يواجهُ مجموعةً من الإرهابيين”. وأبدى رئيس الائتلاف استغرابه تجاه حقيقة ما يدعيه النظام بأن يكون مئات الأطفال القتلى الذين شاهدهم العالم ممددين على الأرض في غوطة دمشق من الإرهابيين!!” مضيفا “وهل يصدق عاقل أن استخدام المدافعَ والدبابات والطائرات والبراميلَ المتفجرة طوال أكثر من ثلاثينَ شهراً دون تمييز.. لم يستهدف غير الإرهابيين؟ وهل قتل ما يزيدُ عن المائة ألفِ سوريٍّ وتهجير ملايين المواطنين داخلَ وخارجَ سوريا هو مكافحة للإرهاب؟!”. هذا وقد وصف الجربا الجماعات القتالية التي يرسلها النظام الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي للمشاركة في قتل السوريين “بالطائفية التي تمارسُ سائرَ فنونِ القتل والجريمة ضد الأبرياء والآمنين”. ولفت أن ظاهرة التطرف بعيدة عن خصائص الشعب السوري مشيرا إلى أن “بعض المجموعات المتطرفة نشأت بدعم وتخطيط من نظام بشار الأسد الذي أشرف على صناعة العديد منها وسلًحها وجعلها تقوم بمهامه في المناطق التي خرج منها”. واعتبر رئيس الائتلاف أن إبقاء مجرم الكيماوي طليقا بعد ارتكابه المجازر المروعة بحق المدنيين والشعب السوري هو “وصمة عار على حبين المجتمع الدولي والإنسانية، بل إنه سلوكٌ يقوِّض أسس الشرعيّة الدوليّة والقانون الدوليّ والإنسانيّ، ويجعل شعبَنا وكافةِ شعوبِ العالمِ تشعر أن ما يقال عن حقوق الإنسان والشرعية الأخلاقية والإنسانية لا يؤخذ على محمل الجد وأن البقاء هو للمجرم”. وأبدى الجربا استغرابه من سلوك المجتمع الدولي إزاء مجازر الكيماوي التي ارتكبها النظام في غوطتي دمشق وقال: “إن من الغريبُ وغير المعقول أن يؤخذ السلاح الكيماوي ويترك المجرم الذي استخدمه طليقاً” مضيفا في إشارة منه إلى اللامنطقة الدولية في التعامل مع مجازر الكيماوي التي ارتكبها نظام بشار الأسد في سوريا”هل يجوز للدول التي تدخلت ضد استخدام الكيماوي أن تبقى مكتوفة اليدين حيال أسلحة النظام التقليدية والثقيلة، علماً أن الكيماوي قتل قرابة ألفين بينما قتلت هي مائتي ألف، فهل من الممنوع أن نقتل بالكيماوي و من المسموح أن نقتل بغيره”. هذا وقد كشف رئيس الائتلاف أثناء كلمته الموجهة لأصدقاء الشعب السوري تزييف النظام للحقائق وعدم إيمانه بالحل السياسي وبمبادرة المجتمع الدولي المتمثلة في مؤتمر جنيف 2 للسلام وقال: “منذ اتفاق جنيف1 الذي رسم خارطة طريق الحل السياسي في سوريا٬ قام النظام بتصعيد هجماته العسكرية إلى حد استخدام السلاح الكيميائي بكثافة ضد المدنيين في الوقت الذي رحب فيه الائتلاف بالحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري بالإنتقال إلى الدولة الديمقراطية المدنية”. كما أعلن الجربا التزام الإئتلاف الوطني السوري “بإيجاد حل سياسي على أساس تنفيذ بيان جنيف1 والذي ينص على تفاصيل واضحة وملموسة حول المرحلة الإنتقالية بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة تشمل الجيش والأمن والقضاء٬ ووضع جدول زمني لإجراء انتخابات ديمقراطية”. وأكد الجربا على أن أولويات الائتلاف في هذه المرحلة تتمثل “بإعادةَ بناءِ الجيشِ السوريِّ على أسسٍ وطنيّةٍ تحدِّد وظائفَه بحمايةِ الوطن وصون وحدته وحراسة ثرواته، وإبعادَه عن الولاءاتٍ الحزبية والضيِّقة. ومن ثم بناء أجهزة الأمن على أسسٍ تجعلُ منها حارساً لمصالح المواطنين، وتصونُ حياتهم وممتلكاتهم وتحمي حرياتِهم، وتكون محددّةَ المرجعيّات والمسؤوليّات وخاضعةً للمساءلة القانونية”، كما شدد الجربا في الكلمة على ضرورة “بناءَ هيئةٍ قضائيةٍ مستقلةٍ” غير خاضعة لتكتلات سياسية أو عسكرية. وطالب في المجتمع الدولي بإجبار نظام بشار الأسد على “السماح لمجلس حقوق الإنسان بالإفراج عن المعتقلين والمختطفين من قبل النظام وفكِّ الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخالِ المواد التموينيّة والطبيّة إليها”.