دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تصاعد وتيرة القتل التي ينتهجها العدوان الروسي في الأونة الأخيرة على مواقع الجيش الحر والمناطق الخاضعة لسيطرته بما فيها الأسواق والأفران والأبنية السكنية، معتبراً أن ذلك العدوان يقوي المتطرفين الإرهابيين على حساب الثوار.
وفي رسالة بعثها الممثل الخاص للائتلاف الوطني في الأمم المتحدة نجيب غضبان إلى الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور التي تترأس مجلس الأمن الشهر الجاري؛ أشار غضبان إلى التصعيد الكبير في القصف الجوي العشوائي من قبل العدوان الروسي على مناطق يسيطر عليها الجيش السوري الحر شمال غرب سورية، في انتهاك مباشر للقانون الدولي الإنساني بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2139 للعام 2014.
وذكر غضبان أن الغارات قتلت أكثر من 40 مدنياً يوم الأحد 29 تشرين الثاني، وجرح عشرات آخرين بعد أن قامت طائرات روسية حربية باستهداف سوق محلي ومخبز في أريحا بريف ادلب بشكل عشوائي وكان هناك نساء وأطفال بين القتلى الأبرياء، موضحاً أن ذلك ألحق ضرر أيضاً بمخزن أغذية تديره هيئة الإغاثة الإنسانية ويخدم النازحين، ما تسبب بتوقف إمداد الخبز عن أكثر من 45 ألف سوري يومياً.
ولفت غضبان الانتباه إلى أن الهجوم الذي استهدف أريحا التي هي على بعد 20 كيلو متر من الحدود التركية، في منطقة لا تواجد لتنظيم داعش فيها، كما لا تسيطر فيها على أي أراض.
وأوضح غضبان أن الضربات على أريحا لم تهدف للقضاء على داعش وكما أغلب الغارات الروسية في سورية، وإنما كان هدفها إرهاب الثوار وقتل الأبرياء المدنيين وإلحاق عقوبة جماعية بهم.
وشدّد غضبان على أن هجمات روسيا في سورية عشوائية وغير شرعية، ويمكن أن ترقى لجرائم حرب، مضيفاً إن خلال شهرين منذ بدء الغارات الجوية الروسية في أنحاء سورية، قتل أكثر من 400 مدني، منهم 69 طفلًا و97 امرأة بحسب شبكات حقوقية، وقلة ضئيلة من بين القوات المسلحة الذين قتلتهم روسيا هم من إرهابيي داعش، في حين أن معظمهم عناصر في الجيش السوري الحر.
وأكد غضبان أن تدخل روسيا في سورية انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك الملحق الثاني الإضافي إلى اتفاقية جنيف وقرار مجلس الأمن 2193 الذي يطالب كافة الأطراف بالوقف الفوري لكافة الهجمات ضد المدنيين، والاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بما في ذلك القصف والقصف الجوي.
ونوّه غضبان في رسالته إلى مجلس الأمن أن تنظيم داعش لن يهزم طالما أن القصف مستمر في سورية، وللتعامل مع داعش بفعالية والتوصل إلى التسوية السياسية التي يحتاجها السوريون بشدة؛ فإن على أعضاء مجلس الأمن العمل دون إبطاء على إدانة القصف الجوي العشوائي من قبل روسيا لمناطق المدنيين، وإيضاح أنه ينبغي على روسيا وقف استخدام القوة بشكل عشوائي أو أنها ستتعرض للمساءلة، كما عليهم ضمان حماية المدنيين خلال العملية السياسية، وفرض منطقة خالية من القصف، لوقف القاتل الأول للمدنيين وهو القصف الجوي العشوائي من قبل الأسد وروسيا، والاستماع إلى السوريين الذين تم إقصاؤهم عن العملية السياسية من أجل سورية في فيينا.
وأوضحت الرسالة أن هجمات كتلك التي شهدتها أريحا باتت الآن أمراً اعتيادياً، لا يثير سخطاً جماعياً في المجتمع الدولي، ناهيك عن تحرك جماعي، بل وبالكاد ترد في عناوين الأخبار الدولية.
وخم غضبا رسالته بقوله: “قد حان الوقت لإنهاء هذا الصمت. حان الوقت لحماية المدنيين. الشعب السوري بحاجة للحماية. وبإمكان أعضاء مجلس الأمن توفيرها، وقد آن الأوان ليقوموا بذلك”. المصدر: الائتلاف