بوتين والأسد..والعدالة النائمة

بوتين والأسد..والعدالة النائمة

لا يوجد تبرير لوقوف روسيا المتكرر في الجانب المظلم من التاريخ كداعم للأنظمة القمعية سوى دموية وشمولية نظامها ذاته الذي دعم الأنظمة القمعية وعلى رأسها العصابة المجرمة الأسدية ونظام الملالي الإرهابي، وغطى على وحشيتها، وتطوع قادته ليكونوا بمثابة جلادي الشعوب وقامعي رغبتها في التحرر.

بوتين المريض يستعين بفاغنر
بوتين كأي ديكتاتور مريض وعنيف أفرغ حقده وإجرامه على رؤوس السوريين الأحرار قصفاً وتهجيراً وتجويعاً، ووضع نفسه بل والدور الروسي بمجمله على قائمة أكثر مرتكبي الفظائع في التاريخ إلى جانب ميليشيات الإجرام الأسدية والإيرانية الطائفية والخمير الحُمر وجيش الرب وسائر سفاحي التاريخ وعُتاة مجرميه.

بوتين حول إجرامه إلى ظاهرة عابرة للحدود، عبر ذراعه الإجرامية كقوات فاغنر الارتزاقية وزعيمها الهالك بريغوجين الذي تغنى غير مرة بمشاركته في حمام الدم الذي قاده بوتين والميليشيات الأسدية والإيرانية ضد الشعب السوري الثائر، ولعلها لعنة الدم السوري التي طاردته وجعلت نهايته على أيدي مشغليه المجرمين أنفسهم.

الجريمة الروسية تتكرر في أوكرانيا بسبب التخاذل الدولي

صحيح أن الموقف الدولي كان معارضاً للحرب الروسية في سورية وأوكرانيا على حدٍ سواء، إلا أن تبعات هذا الرفص كانت مختلفة، ففي الوقت الذي تم فيه إغداق الدعم العسكري لأوكرانيا لمساعدتها في صد العدوان الروسي، كان الرفض في سورية باهتاً وأقل من المأمول لشعبٍ يذبح بشتى الأساليب الوحشية والإجرامية دون أدنى دعم حقيقي يُمكنه من درء العدوان عن أبنائه ويُعينهم في قضيتهم العادلة.

لن نبالغ إن قُلنا إن توحش بوتين في سورية هو ما قاده للتهور والتجرؤ على مهاجمة أوكرانيا، فحين صمت العالم عن مذابحه في سورية وجرائم الحرب التي ارتكبها ظن السفاح أنه بمأمن، وأنه قادر على تكرار السيناريو في أوكرانيا، وما المجازر التي ارتكبها في أوكرانيا إلا تكرار بائس لما ظل شعبنا يحاول إيصاله للعالم حول الفظائع والمحرقة التي وُضع في أتونها.

انتظار العدالة الدولية!
إنه لمما يثلج صدور السوريين كان إصدار مذكرة اعتقال بحق السفاح بوتين لجرائمه المرتكبة في أوكرانيا، وهو الأمر الذي نتمنى أن ينسحب على فظائعه في سورية حيث وعند التدقيق فيها سيتكشف أنه يتوجب إصدار مئات مذكرات الاعتقال بحقه كونه لم يترك جريمة حرب إلا وولغ فيها وارتكبها بحق أبناء شعبنا.

ما زال الأمل معقوداً بأن تستفيق العدالة الدولية من غفوتها بما يخص سورية والجرائم التي ارتكبها فيها الروس والإيرانيون وربيبهم نظام الأسد المجرم، فكم من محكمة ينبغي أن تُعقد لمحاكمة هؤلاء القتلة وكم من مذكرة اعتقال ينبغي أن تحاصر هؤلاء السفاحين وهو الأمر الذي لن تستقيم العدالة الدولية بدونه.

هل ستأمن أوروبا من شر روسيا؟

مخطئ من يظن أن بوتين إذا استقر له الأمر في أوكرانيا وسورية سيتوقف، فغروره لن يعرف حداً عندها، وسيحاول ابتلاع شرق أوروبا تمهيداً لتهديد غربها، وهو أمر بالتأكيد يكمن إيقافه في مواجهته في أوكرانيا وسورية على حدٍ سواء تمهيداً لنزع مخالبه وإجباره على الانكماش داخل حدوده.

من أدبيات السياسة إرهاق العدو وإنهاكه في أكثر من ساحة، وبما يخص سورية ليس هناك بالنسبة للمجتمع الدولي أفضل من إغراقها في المستنقع السوري حيث الأرضية تتوفر من شعب متعطش لإذلالها وثوار وفصائل مستعدة لتلقي الدعم وإرغامها على التراجع، ليس في سورية فقط، بل في غيرها من البقاع التي تمادت فيها ودنسها بوتين بغطرسته ووحشيته.

مشاركة
غرد
إرسال
بريد

أحدث المقالات

مقالات أخرى للكاتب منذر سراس
لم يتم العثور على أعمال اخرى للكاتب
مقالات أخرى من نيناربرس

البيانات الصحفية

أخر الأخبار

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist