اللاجئون والبحر.. تراجيدية المأساة

في نشرة الأخبار والتقارير التي تتناول اللاجئين والبحر ودول الحرية ما يلي:

((قال المرصد الأورو متوسطي لحقوق الأنسان، وقد ذكر تقرير حركة الهجرة عبر البحر المتوسط، وأشارت بيانات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين)). فعذراً أيها البحر، لست المذنب في هذه القضية المنسوبة لك، إنما ذنب تلك الدول الديكتاتورية والسلطات القمعية التي جعلت شعوبها تركب البحر وتعتبره أكثر أمناً من اليابسة وفي تراجيدية المأساة ما زلت أقرأ في بعض صفحات التواصل الاجتماعي عما يلي: (نبحث عن مهرب ابن حلال) فهل تجارة البشر فيها حلال أو حتى إنسانية أو أخلاق، أحدثكم عن شعوب القهر التي ظنت أن الحلم في الحياة الآمنة والمستقرة على بعد خطوة واحدة وبعضهم وجد نفسه أو ذويه أو فلذة كبده كجثة هامدة تتقاذفها الأمواج.

قصص السوريين تدمي القلب في رحلة اللجوء وخصوصاً في عبور البحر والأنهار، رغم أن بعضهم قال لنا إن البحر والطبيعة كانت أحن علينا من البشر وحكومات العالم الحر المدعي للديمقراطية. وإننا خرجنا من بلدنا قهراً وظلماً بسبب تسلّط الأسد وميلشياته أو بقايا جيشه الطائفي والذي لم يكن يوماً عقائدياً.

هذا هو ذنب اللاجئ السوري في بلده، وليت دول ما وراء البحر أنصفته ولم تجعله يخوض رحلة الموت أو رحلة على حافة البحر والموت في كل لحظة. فلولا إجرام نظام الأسد لما رأيت سورياً خارج أرضه وبلده، ولكن عندما تسلط محور الشر على رقابهم تساوى لديهم الموت والحياة فإما العيش الكريم أو الموت دونه.

في مقالتي هذه لعل صوتنا يصل إلى المعنيين أو من يحمل مقومات الإنسانية مهما كانت صفته الاعتبارية أو الشخصية، حيث أطلب منكم أن نضع آلية لإيقاف تلك المأساة وأن يتم إصدار البيانات التي لا قيمة لها.

وأن يتم مكافحة التهريب وتجارة البشر والتعامل مع اللاجئ بشكل إنساني فهو لم ينوِ أن يبرح أرضه إلا مكرهاً مجبراً. نخاطب الأمم المتحدة والمفوضية وساسة الاتحاد الأوروبي لوضع حد لتلك المهزلة والاستهتار بأرواح الشعب السوري، أفلا يكفيهم معاناتهم في بلدهم حتى يزاد الطين بلة على رؤوسهم؟

فقدنا الكثير من الأرواح في البحر حتى سُجّل أكثرهم بالمفقود لدى عائلاتهم التي لم تتقبل بعد أنه قد غرق في عمق البحر والحلول كثيرة والشعب السوري أثبت أنه من صناع المستقبل وأنه جدير بالحياة ويستحق أن يعيش بحرية وكرامة…

فهل من آذان مصغية لمأساتنا يا دول العالم الحر؟

مشاركة
غرد
إرسال
بريد

أحدث المقالات

مقالات أخرى للكاتب محمد نذير حكيم
مقالات أخرى من نيناربرس

البيانات الصحفية

أخر الأخبار

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist