أشعلت قضية مقتل الطفل السوري أحمد الزعبي، في لبنان بعد ملاحقته من قبل شرطة بلدية بيروت، جدلاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي بين اللبنانيين والسوريين، وتسببت بموجة غضب وسخط عام على الطريقة الهمجية لشرطة البلدية والتي أدت إلى قتل الطفل.
وذكر المحامي اللبناني طارق شندب عبر تغريدة له على التويتر، “أن الطفل أحمد الزعبي سوري وله حقوق وعلى الأجهزة القضائية اللبنانية القيام بواجبها بالتحقيق وتوقيف المتورطين ومحاسبتهم وإنزال أشد العقوبات لهم.”
وأضاف شنب من خلال التغريدة “لا تنسوا أن اللاجئين السوريين جاؤوا الى لبنان بفعل إرهاب ميليشيات لبنانية ذهبت إلى سورية وهجرتهم وقتلت رجالهم وخطفت نساءهم” .
وأجمعت روايات النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك سكان المنطقة، على أن الطفل السوري اللاجئ إلى لبنان كان يتكسب قوته من عمله كماسح أحذية، في شارع تلة الخياط ببيروت، لمساعدة والده الذي يعمل حمالاً، وإخوته وهم ست بنات وثلاثة أولاد، وأنه كان يتعرض للملاحقة دوماً من قبل دوريات شرطة البلدية.
وأفاد ناشطون نقلاً عن عائلة أحمد، بأن قوات الأمن منعت العائلة من تصوير جثة ابنها، في محاولة للتغطية على القضية، واتهامها للشرطة بالتسبب بوفاته، بدفعه من المبنى الذي احتمى به هرباً منها، مطالبةً بالتحقيق مع عناصر الأمن المتورطين في العملية.
وكشفت مواقع التواصل الاجتماعي، مدى الغضب الذي اجتاح ناشطي حقوق الإنسان اللبنانيين وغيرهم، حيث صبوا جام غضبهم على ممارسات شرطة البلدية في بيروت، وممارساتها الهمجية بشكلٍ عام تجاه اللاجئين من سورية والتي تبدو متشبعة بالعنصرية، من وجهة نظرهم.
ومن جهته طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيانٍ له يوم أمس، بضرورة فتح تحقيق رسمي وشفاف في حادثة مقتل الطفل أحمد الزعبي وبيان كافة تفاصيلها بما فيها جميع التسجيلات.
وشدّد الائتلاف في بيانه على ضرورة التحقق من أي مخالفة من قبل أي طرف ترقى إلى مستوى المسؤولية الجرمية عن هذه الواقعة، ومحاسبة جميع من يثبت ضلوعهم بشكل مباشر أو غير مباشر فيها.
وكانت أسرة الطفل البالغ من العمر 14 عاماً واللاجئ في لبنان، قد تمكنت وفق شبكة الـ BBC من العثور على جثته متفسخة، بعد ثلاثة أيام من موته داخل فتحة تهوية، بأحد المباني في شارع تلة الخياط، حيث سقط من ارتفاع ستة طوابق لدى هربه من ملاحقة رجال الشرطة.
وسبق لكل من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، أن قالوا في تقريرٍ صدر مؤخراً عن أحوال اللاجئين السوريين في لبنان، خلال عام 2018، أن 69 في المائة من عائلات هؤلاء، يعيشون تحت خط الفقر، محذرةً من أن أوضاعهم مازالت محفوفة بالمخاطر. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري