نددت نحو أربعين منظمة غير حكومية “بالممرات الإنسانية المزعومة” التي أعلنت عنها روسيا في محيط الأحياء المحررة بمدينة حلب والتي تخضع لحصار قوات الأسد والميليشيات المقاتلة إلى جانبها.
وقالت 39 منظمة سورية وإقليمية ودولية في بيان لها أمس، إن “الاقتراح المشترك من روسيا ونظام الأسد الهادف إلى إقامة ممرات إنسانية في شرق حلب غير ملائم على الإطلاق على الصعيد الإنساني”.
ورأت هذه المنظمات -وبينها عدة هيئات ناشطة في مجال المساعدة الإنسانية- أن هذا العرض “يسبب صدمة”، وأن “عملية إنسانية حقيقية لا ترغم سكان حلب على الاختيار بين الفرار نحو مهاجميهم أو البقاء في منطقة محاصرة تتعرض لقصف مستمر”.
وأضاف بيان المنظمات “ما دام القصف والمعارك مستمرين، وفي ظل غياب إجراءات لإعادة الثقة، فإنه ليس من سبب مشروع يجعل المدنيين يصدقون أن هذه الممرات الإنسانية آمنة”، وتابع “نطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات لضمان أمن وحماية الأشخاص الذين يقررون مغادرة المنطقة”.
وتابعت هذه المنظمات “إن مثل هذا العرض لمرور آمن يجب ألا يدفع في أي من الأحوال إلى الاعتقاد بأن المدنيين الذين سيبقون في حلب سيصبحون بحكم الأمر الواقع أهدافاً مشروعة”، معتبرة أن اقتراح الممرات “ينطوي على مخاطر كبرى” بالنسبة لسكان الأحياء المحاصرة.
وأوضحت اللجنة السورية لحقوق الإنسان يوم أمس في تقرير لها أن مجازر نظام الأسد وحلفائه في مدينة حلب بلغت مستواها الأعلى منذ بدء الثورة خلال شهر تموز /يوليو الفائت، وذلك في سعي حثيث لحصار المدنيين والإطباق على المدينة.
ووثّقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان ارتكاب 68 مجزرة خلال شهر تموز، في أعلى معدّل للمجازر منذ بداية عام 2016. كما وثقت اللجنة مقتل (2120) شخصاً، بينهم (365) طفلاً و(207) سيدة، و(37) قضوا تحت التعذيب.
بينما طالب المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بترك روسيا مهمة توصيل المساعدات عبر الممرات الآمنة لها، مضيفة إن “الأمم المتحدة وشركاءها يتمتعون بالخبرة ويعرفون ما الذي يتعين عمله. إن توصيل الإمدادات الإنسانية والمساعدة للمدنيين في أي مكان يقررونه هو سبب وجود الأمم المتحدة هناك”، مشدداً على ضرورة عدم إجبار أي أحد على مغادرة حلب. المصدر: الائتلاف + الجزيرة