دعت أكثر من 26 منظمة وحركة وتجمع ومبادرة مدنية سورية غير حكومية في بيانٍ مشترك، يوم أمس الأربعاء، القوى والدول الداعمة للسلام وحقوق الإنسان، إلى إعلان مواقف رسمية تؤكد رفض كافة أشكال الاحتلال والاستحواذ على أراضي السوريين في الجولان المحتل.
وطالبت المنظمات في بيانها، كل القوى الداعمة للسلام بالوقوف في وجه كافة أشكال تطبيع نتائج الأعمال الحربية في سورية والمنطقة، وطالبت بضرورة اتخاذ إجراءات عملية تؤكد على التمسك والدفاع عن حقوق المواطنين السوريين خاصة من أبناء الجولان النازحين منذ 1967 في موطنهم الأصلي، على اعتباره جزء لا يتجزأ من الحل والطريق نحو إحلال سلام حقيقي في سورية والشرق الأوسط.
وذكرت المنظمات في بيانها، أن إعلان واشنطن في اعترافها بسيادة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة على الجولان السوري المحتل، فيه تعارض كامل مع قرارات مجلس الأمن 242 و497 وهو ما يمثل مؤشراً خطيراً يمجد الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، ويضفي الشرعية على أعمال تشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي العام ويكرم أعمال العدوان العسكري.
وجاء في بيان المنظمات إنه رغم أن قرار الولايات المتحدة لا يغير من الوضع القانوني للجولان بصفتها أرض واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذه الخطوة تمثل تهديداً حقيقيا لمستقبل السلام الممكن في سورية والشرق الأوسط والمنطقة كاملة.
وأبدت المنظمات خشيتها من أن ما يتم تمريره اليوم، يشكل تهدّید وجودي لأي مستقبل آمن يسوده السلام وحقوق الإنسان في المنطقة، ويرسخ ثقافة الإفلات من العقاب، ما لم تتم مواجهته بموقف دولي حازم موحد وصريح.
وأشار البيان إلى أن عدم وجود حكومة شرعية تمثل كل المواطنين السوريين، وتدافع عن حقوقهم الأساسية، لا يجب، ولا يمكن أن يمثل سیاقاً منطقياً لخطوات من شأنها تغيير وجه بلد وشعب ولن تحصد إلاّ مزيداً من العنف والانتقام والإفلات من العقاب.
وعبّرت المنظمات من خلال البيان عن تطلعها لالتزام دولي واضح لا لبس فيه نحو حماية حقوق السوريين في موطنهم الأصلي، ورفض كل أشكال تطبيع نتائج أعمال العدوان الحربية وتأمين وساطة دولية حيادية وشفافة قادرة على تحقيق السلام في سورية والمنطقة.
وسبق أن أدان الاتحاد البرلماني الدولي، في العاشر من الشهر الفائت، قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” باعتراف واشنطن بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية المحتلة، مندداً في بيانٍ صحفي تم اعتماده من أعضاء الجمعية العامة الـ 140 للاتحاد البرلماني الدولي، في العاصمة القطرية الدوحة، بـ “بسط سلطة أي طرف على أراضي الغير بأعمال عدائية وحربية”.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قد اعتبر أن محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تندرج في سياق إعطاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي على أراضي الجولان السورية وهو “يمثل خرقاً للقانون الدولي وتكريساً لشريعة الغاب”.
يشار إلى أن من الموقعين البيان “مركز توثيق الانتهاكات، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الرابطة السورية لحقوق الإنسان والمسائلة، اللوبي النسوي السوري، المركز السوري للإحصاء والبحوث، رابطة عائلات قيصر، مع العدالة، منظمة الكواكبي لحقوق الإنسان”، ومنظمات أخرى. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري.