حذرت منظمة “كير” العالمية مع حلول اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال الذي يصادف 12 من حزيران /يونيو المقبل، من الأثر المباشر لما يحصل في سورية على مستقبل الأطفال السوريين، حيث أجبر العديد منهم على الانخراط في سوق العمل لتأمين لقمة العيش.
وقالت المنظمة في تقرير لها إنه لا يزال عشرات الآلاف من الأطفال السوريين في المنطقة منخرطين في العمل، ما يؤدي لمواجهتهم للاستغلال والعديد من الظروف القاسية.
فيما أوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير جديد لها أصدرته الأسبوع الماضي، حمل عنوان “أطفال سورية.. ملائكة مكسورة الجناح”، أن نظام الأسد قتل وحده أكثر من 19 ألفاً، من أصل 21 ألف منذ إندلاع الثورة السورية في آذار 2011، فيما قتل 297 طفلاً برصاص قناص، و159 طفلاً قضوا بسبب التعذيب.
وبيّن التقرير أن عدد المعتقلين الأطفال بلغ أكثر من 10 آلاف، كما وثق التقرير وجود 37 ألف طفل يتيم، وتضرر قرابة 4083 منشأة تعليمية، وأدى ذلك إلى حرمان ما لا يقل عن 2 مليون طفل داخل سورية من التعليم.
وتقدر منظمة العمل الدولية عدد الأطفال العاملين في الأردن بأكثر من 100 ألف طفل، مرتفعاً من 33 ألفاً قبل بداية الأزمة، حيث يمارس حوالي 40 في المائة منهم أعمالاً شاقة وخطرة، كـ”كراجات السيارات” وأعمال الميكانيك، فيما ما يقارب 90 ألف طفل سوري يتغيب عن مقاعد الدراسة.
وقالت مديرة منظمة “كير” العالمية في الأردن، سلام كنعان إن الكثير من الأطفال اللاجئين السوريين في المملكة والمنطقة انقطعوا عن الدراسة، وذلك لاضطرارهم أن يكونوا المعيلين الوحيدين لأسرهم.
وتضيف كنعان أن حوالي ثلث العائلات السورية في الأردن ترأسها نساء، وغالباً ما تخشى النساء اللاجئات أن يكنّ عرضةً لظروف عمل غير ملائمة، أو تعانين من مشقة إيجاد أعمال مضمونة الدخل، ما يجبرهن على الزج بأطفالهن للعمل بدلاً من الالتحاق بالدراسة.
وتقدر كنعان، معدل دخل الطفل السوري العامل الواحد بما يصل إلى 40 دولارا في الشهر.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي لتقديم المزيد للعائلات السورية اللاجئة والدول المستضيفة لهم، وتقول كنعان “ودون مصادر دخل وسبل معيشة مستقرة فإن عدد الأطفال السوريين المجبرين على الانخراط في عمالة الأطفال سيتزايد وستتفاقم أوضاعهم وسيبقون محرومين من التعليم”. المصدر: العربية