مئات المثقفين والكتّاب والباحثين والفنانين العرب والفرنسيين والأوروبيين والأميركيين، ممن راعهم ما يرتكبه نظام الأسد من مجازر، وجرائم، واغتصاب أطفال ونساء، واستخدام السلاح الكيماوي، وعمليات التعذيب في السجون، وانتهاك المستشفيات، خصوصاً بعد صدور تقرير منظمة العفو الدولية قبل أيام الذي يكشف عمليات إعدام جماعية لـ13 ألف شخص في سجن صيدنايا، لتضيف، إلى وحشية الأسد، إرثاً جديداً.. وقّعوا عريضة تُطالب بإدانة انتهاكات الأسد، ومحاكمته كمجرم حرب، مناشدين المؤسسات الدولية أن تقوم بدورها.. لكي لا تصبح رهينة الفيتو الروسي – الإيراني في مجلس الأمن.
في ما يلي نص العريضة كاملاً، كما نشرته جريدة «ليبراسيون» الفرنسية.. وقد ذيّلت العريضة بجزء من التواقيع.|
العريضة
نحن الموقعون أدناه:
كل يوم يحمل أخباراً جديدة عن التراجيديا التي يعانيها الشعب السوري، وعن الوحشية الإجرامية التي ترتكبها «دولة الأسد البربرية»، بحسب تعبير ميشال سورا الصحيح، لتؤكد دائماً مسؤوليته، مع تعقيدات حلفائه الروس والإيرانيين. في الأسبوع السابق، جاء في تقرير أجرته منظمة العفو الدولية تأكيد حول استعمال النظام الأسلحة الكيميائية أثناء هجومه على حلب، إضافة إلى تقرير «أطباء بلا حدود» حول انتهاكه بلا حدود حرمة المستشفيات.
وقبل أيام، جاء أيضاً تقرير منظمة العفو الدولي ليدين مقتل نحو 13 ألف شخص في ظروف مرعبة في سجن صيدنايا، قرب دمشق، وإذا كان لا بد من التعمق قليلاً في الفظاعة، فيجب العودة الى ما كشفته «ميديا بارت» من اغتصاب الأطفال، إلى عدد من الشهادات التي تُضاف إلى جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش السوري وحلفاؤه.
فالسكان المدنيون ما زالوا يتعرضون للقصف والتجويع، لإجبارهم على الهرب. اليوم، أكثر من 12 مليون سوري هجروا (4,7 ملايين) في المنفى والأكثرية في مخيمات للاجئين في تركيا أو في لبنان: 7,6 ملايين في قلب سوريا نفسها.
إزاء ذلك، فالمؤسسات الدولية باتت رهائن للفيتو الروسي المُستخدم منهجياً في مجلس الأمن، ضد أي محاولة احتجاج أو فرض عقوبات. أسوأ: ففكرة أننا عاجزون عن فعل أي شيء، أو أن الأسد على سوئه، هو أفضل مواجِه لـ«داعش»، تتفشى في الآراء الغربية، تدعمها سلبية فاعلة، وبروباغندا النظام الذي يجهد، أحياناً بنجاح، لتقديم الأسد كمفاوض محترم.
نحن نرفض رفضاً قاطعاً هذه المحاولة وهذا التملص! فلنذكر أن قوات الأسد، التي حاربت في حلب، المقاومة السورية، سلمت تدمر إلى «داعش». بينما أن الفريقين متواطئان سراً مع بعضهما، وأن المعركة ضد «داعش»، إذا كانت ستصبح شرعية وفاعلة، فيجب أن تكون أيضاً ضد الأسد وحلفائه. نحن نناشد الرأي العام التحرك معنا لإرغام الأنظمة الأوروبية على الإقلاع عن سياسة النعامة، مطالبين إياهم بإلحاح أن يدينوا بشكل واضح انتهاكات حقوق الإنسان، والاعتداءات من أي جهة أتت، لوضع حد لجرائم النظام.
ونطالب بأن تُفعّل كل الوسائل القضائية الدولية والوطنية لإجراء التحقيقات، ووقف جرائم نظام الأسد. ونطالب بشكل خاص بدعم «الآلية الدولية» المحايدة والمستقلة حول الانتهاكات الأكثر فظاعة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في الجمهورية العربية السورية منذ آذار 2011، والتي صوّتت عليها الجمعية العمومية للأمم المتحدة في كانون الأول، لكي لا تُفرّغ من مضامينها. ونُطالب بفرض زيارة إلى سورية تقوم بها بعثة التحقيق الدولية المستقلة حول عمليات التعذيب التي ارتكبها النظام، الذي وقع على قرار منع التعذيب في 2004 على الرغم من رفضه المادة 120، ونطالب بتقوية وتشكيل واستخدام الإجراءات الموجودة في بعض الدول، حول الكفاءة الدولية، للسماح بملاحقات ودعاوى الجهات القضائية الدولية، ونطالب بدعم عمل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، خصوصاً السورية منها، واستقبالها بأفضل الشروط الممكنة..
من التواقيع
هاميت بوزرلستام، فرانسوا بورغا (باحث سياسي)، دومينيك كامنبسيانيكا (رئيس لجنة المساعدات الدولية للشعب السوري)، جان بول – شانيولو (أستاذ جامعي)، ليلى دقلي (أستاذة جامعية)، جيل دورونو سورو (أستاذ جامعي في السوربون)، ماتياس اينار (كاتب وروائي)، انطوان غرايون (مجلة أسبري)، خوسيه غرسون، ايرين غولدشتاين (من مجموعة أصدقاء حلب)، بيار هاشر (خبير في الشؤون الدولية)، فرانسوا هيرتيه (انتروبولوجي، في كوليج دو فرانس)، ديك هوارد (فيلسوف)، سلام كواكبي (مفكر عربي)، ايثان لوفرونوفينش (كاتب، ساراييفو)، دانييل لندنبرغ (مجلة أسبري)، مارييل ماسيه (مترجمة وباحثة)، فاروق مردم بك (كاتب وناشر)، أوليفييه مويخان (مجلة أسبري)، ماري روز مورو (اتنسو – تحليل نفسي)، ميشال مور زبير (رئيس فخري لـ«Revrire»)، فيرونيك ناهوم – غراب (اقتصادي)، زاهية رحماني (كاتبة)، كيلي سورات (باحثة سياسية)، ايمانويل تيريه (عالم انتروبولوجي)، ايف الكسندر تريبكوفيتش (خبير فني – مسرحي)، افرام اودوفيتش (مؤرخ إسلامي)، ليلى فيينال (أستاذة الجغرافيا في جامعة أوكسفورد)، فرانك ويسترمان (كاتب ألماني)، بيار زاوي (فيلسوف، مجلة فاكارم).
اللائحة الكاملة على «Liberation fr».
المصدر: المستقبل