عقد الائتلاف الوطني السوري اليوم مؤتمراً صحفياً في اسطنبول حول المذبحة الكيماوية التي جناها الأسد صباح اليوم في ريف دمشق وغوطتها، بدأ بكلمة للسيد أحمد الجربا رئيس الائتلاف ألقاها بدلاً منه نائبه السيد محمد فاروق طيفور قال فيها: “بدم بارد نفذ نظام القتل والتدمير، نظام بشار الأسد مجزرة جديدة ضد أهلنا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ذهب ضحيتها مئات من الضحايا المدنيين العزل، بينهم مئات الأطفال والنساء والشيوخ، إضافة لآلاف من المصابين. وجاءت الجريمة الجديدة ترجمة مباشرة لأقوال رأس النظام الأخيرة في أنه سيستخدم كل الوسائل في حربه على الشعب الذي يصفه بـ”الإرهاب” و”الجماعات التكفيرية”، وهي تعبيرات درج النظام على استعمالها في اطار حملة تضليل وكذب مستمرة منذ بدء ثورة السوريين عام 2011.
وتأتي مجزرة الغوطة الشرقية لتؤكد على ضرورة وضع العالم بدوله وهيئاته والرأي العام العالمي أمام مسؤولياته في التعامل مع نظام يضرب بكل القيم والقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، مصراً على المضي في طريقه الدموي الذي خلف كارثة إنسانية، لم يحدث مثلها بعد الحرب العالمية الثانية، كارثة في نتائجها التي مازالت إلى تزايد نحو مليون قتيل وجريح ومفقود، ونحو عشرة ملايين هجروا بيوتهم بينهم نحو خمسة ملايين غادروا سورية وأغلبهم صار لاجئا في دول الجوار السوري، إضافة إلى تدمير واسع للممتلكات العامة والخاصة ولموارد عيش السوريين.
إن الائتلاف الوطني وكل قوى الثورة والمعارضة المنضوية في هيئاته بما فيها رئاسة الائتلاف، التي تسعى إلى إقامة نظام ديمقراطي، يوفر الحرية والعدالة والمساواة للسوريين كافة؛ إذ تدين المجزرة، كما تدين كل عمليات النظام المستمرة في القتل والتدمير اليومي المتواصل على المدن والقرى السورية، تطالب المجتمع الدولي وخاصة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الكبرى والدول الصديقة للشعب السوري الخروج من ترددها، وأخذ دورها في إجبار النظام لوقف حربه على السوريين من خلال اجراءات ملموسة في مقدمتها:
أولا: دعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد، واتخاذ قرار بوقف العلميات العسكرية للنظام بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري تحت البند السابع.
ثانيا: تأمين حماية دولية للسوريين وفرض منطقة حظر جوي.
ثالثا: توفير دعم ومساعدة مادية جدية لإغاثة السوريين ومساعدتهم على تجاوز الكارثة الإنسانية التي أوصلهم اليها النظام، وفتح ممرات آمنة لوصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وبخاصة في ريف دمشق والغوطة وحمص.
رابعا: الضغط الجدي على الدول التي تقدم مساعدات عسكرية واستخبارية واقتصادية وبشرية للنظام وممارساته في القتل والتدمير، وبخاصة روسيا وإيران والعراق.
خامسا: إدانة الوجود العسكري الإيراني، وقوات حزب الله اللبناني، والمليشيات الشيعية العراقية، وقوات المرتزقة، التي تقاتل مع النظام، وإجبارها على الخروج من سورية.
إن الائتلاف الوطني ورئاسته يشددان على ضرورة التحرك الدولي السريع لاتخاذ كل الاجراءات السياسية والعملية لوقف حرب النظام على السوريين، والمساعدة في تحقيق مطالبهم المشروعة في الحرية والسلام والعيش الكريم.
وبدوره طالب الأمين العام للائتلاف الدكتور بدر جاموس كتائب الجيش السوري الحر بالتوجه والتحرك نحو دمشق للرد على هذا النظام المجرم، كما قام بشرح وتوضيح خريطة حدوث المذبحة الكيماوية، التي ارتكبها النظام في قرى الغوطة الشرقية والمعضمية.
من جهته أكد السيد جورج صبرة رئيس المجلس الوطني أن ضحايا المجزرة اليوم ليسوا ضحايا نظام الأسد فحسب، ولكن ضحايا النظام والمجتمع الدولي الصامت والعاجز. كما أكد أن النظام يرتكب المجزرة تلو الأخرى في الريف الدمشقي ليبعد الثوار والجيش الحر عن قلب العاصمة في برزة والقابون والعباسيين والتضامن؛ يريد أن يفلت من خناق الثورة التي تحاصره في شرقي دمشق وغربيها وجنوبيها.
وطالب صبرة بالتدخل الدولي الفوري من خلال الحظر الجوي والتسليح النوعي للجيش الحر، كما طالب الشعوب العربية والإسلامية بالانتفاض والخروج عن الصمت؛ كي تضغط على الحكومات وعلى الرأي العام العالمي لوقف القتل في سورية، وأضاف صبرة: إن على الجاليات السورية في كل مكان من العالم أن تقوم بالاعتصامات والتظاهرات؛ لإبلاغ العالم ماذا يحدث لأطفالنا في سورية، وكيف يتعرضون للإبادة وبالسلاح الكيماوي من قبل نظام الأسد.