بيان صحفي
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
دائرة الإعلام والاتصال
20 آذار، 2019
ذكرى انطلاق الثورة من أيقونتها في درعا، يوم سقوط أول شهدائها، ويوم قرر الشعب السوري بكل أطيافه تحطيم جدران الخوف والمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة: حقاً طبيعياً ضد نظام الفئوية والاستبداد.
إنه اليوم السوري المجيد، يوم تكريس ثورة الحرية والكرامة في مهد الثورة السورية في درعا، تأكيداً لإصرار السوري على انتزاع حقوقه الطبيعية، وإقامة البديل التعددي في دولة الحق والعدل والمساواة.
آذار كان تتويجاً لنضالات طويلة خاضها الشعب على مدار العقود وقدّم فيها عشرات آلاف الضحايا والمعتقلين والمطاردين، وهو الانعطافة النوعية لجولات طويلة من الصمود الأسطوري السلمي في مواجهة قوى القمع والإرهاب والفئوية والحقد التابعة لنظام الأسد، إنه ذكرى انطلاق شعلة النضال والكفاح التي جابت كل المدن والبلدات والقرى السورية وسطرّت أروع الملاحم والبطولات على مدار ثماني سنوات.
أبطال درعا، وحمص، وجميع أبناء سورية، يجددون عهدهم مع ثورتهم في كل فرصة، ويخرجون ليؤكدوا من جديد أن ثورتهم ماضية في سبيلها، وأن سورية لن ترزح مجدداً تحت نير الظلم والاستعباد، وأن حوران أيقونة الثورة ستكون أيضاً العامل الفاعل الذي تنتهي فيه معاناة السوريين، ومنطلقاً لبناء الدولة السورية الجديدة.
ـ في هذه الذكرى المجيدة نحتاج جميعاً إلى تجديد العزيمة، ومحاربة موجات اليأس، والقيام بمراجعات شجاعة لتجاوز الأخطاء والسلبيات، وتكريس شعار الاصطفاف الوطني باجتماع السوريين، وعلى اختلاف مشاربهم، حول الخط الوطني، الثوري، والعودة بالثورة إلى روحها السلمي، والشعبي، وإلى شعاراتها التي كرستها: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد
إن سرّ استمرارية الثورة، وتجاوزها لكل العقبات والتعقيدات وصمودها أنها تمثل ضمير وطموح الشعب السوري، وحقه في الحرية والكرامة والعدالة، وإقامة الدولة التي تعبّر عن إرادته.
المعتقلون والمفقودون والمهجّرون، وكل فئات الشعب السوري أمانة في أعناقنا، ونحن نضع قضيتهم نصب أعيننا ونحملها معنا ونطرحها في كل مناسبة واجتماع، ونؤكد أن العمل من أجل إطلاق سراح المعتقلين، والكشف عن مصير المفقودين، وضمان حقوق اللاجئين وحفظ كرامتهم واجب لا تهاون فيه.
يمتلك السوريون نقاط القوة اللازمة للمتابعة في طريقهم، وقد حققوا أهدافاً مهمة وتجاوزوا الكثير من العقبات بفضل الوعي الشعبي والسياسي، وبفضل تضحيات الجيش الوطني الحر الذي قاتل على مختلف الجبهات، وواجه نظام الإرهاب والتنظيمات الإرهابية بمختلف أسمائها وأشكالها وطردها من مساحات واسعة من شمال سورية، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى توافق وطني يعزز قدراتنا في فرض الحل السياسي العادل الذي لا مكان فيه للمجرمين والقتلة ومن تلوّثت أيديهم بدماء السوريين، والعمل على تقديمهم لمحكمة العدل الدولية لينالوا الجزاء الذي يستحقون.
تستعيد روح هذه الثورة تألقها مع كل ذكرى جديدة، ويتجدد العهد على استمرار العمل من أجل تحقيق أهدافها، ويبدع السوريون المزيد من الوسائل والأدوات من أجل الاستمرار.
كل جهودنا ستنصبّ حول تحقيق أهداف ثورتنا في بناء نظام حر ديمقراطي يحترم كرامة الإنسان ويصون حقوقه.
المجد للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين،
عاشت سورية، وعاش شعبها حراً عزيزاً.