تصريح صحفي
د. خالد خوجة
رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠١٥
طالت انتهاكات نظام الأسد وجرائمه خلال تصديه للثورة السورية بالقتل والتنكيل كل فئات الشعب السوري، ولم تستثن الأطفال الذين تعرضوا لمختلف أنواع الجرائم الموثقة عبر المنظمات الدولية والهيئات السورية المعنية، فتم توثيق جرائم قتل وتعذيب ممنهج وتجنيد قسري وتحرش جنسي بحقهم على يد قوات النظام والميليشيات التابعة له.
كما واجه الأطفال انتهاكات من نوع آخر نتيجة التهجير والنزوح وما يرافقهما من امتهان لطفولة أبناء سورية وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الأوراق الثبوتية وحق الجنسية في دول اللجوء.
وتظهر الأرقام الواردة في تقارير المنظمات الحقوقية وآخرها تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان حجم الكارثة والجريمة المرتكبة بحق الطفولة السورية التي تعتبر المورد البشري الأول للأجيال القادمة، فقد وثقت مقتل ما لا يقل عن ١٨,٨٥٨ طفلاً سورياً منذ بداية الثورة، إضافة لاعتقال ما لا يقل عن ١٠,٤١٣ طفلاً آخرين، مقابل حرمان ٢,١ مليون طفل داخل سورية من التعليم، بالتوازي مع ولادة ١١٧ ألف طفل في مخيمات اللجوء ما زالوا يعانون من أزمة الأوراق الثبوتية، علاوة على أنها تؤكد وتوثق مرة أخرى ما بات معلوماً للجميع، وهو ضلوع نظام الأسد في تلك الجرائم بشكل مباشر ومسؤوليته الأولى عنها، مع الإشارة إلى تصاعد وتيرة هذا الإجرام من خلال الدعم الروسي والإيراني وتأكيد مسؤولية تنظيم “داعش” عن جانب من تلك الجرائم، إلى جانب تورط أطراف أخرى بالتجنيد القسري للأطفال مثل وحدات حماية الشعب (PYD) وفصائل أخرى.
يدين الائتلاف الوطني، جميع الأطراف التي تتورط بانتهاكات بحق الأطفال، ويطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته أمام جرائم الأسد وتنظيم “داعش” بحق أطفال سورية، ويؤكد ضرورة تحويل ملف الجرائم المرتكبة في سورية إلى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية.
كما يدعو جميع المنظمات والهيئات الإغاثية لتحمل مسؤولياتها تجاه أطفال سورية، ويطالب الدول المستضيفة للسوريين بإيجاد حلول إجرائية بالتعاون مع الأمم المتحدة لتسوية أمور الأوراق الثبوتية للأطفال في المخيمات، إضافة لدعم تعليم اللاجئين.