تصريح صحفي
خالد خوجة
رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
22 أيار، 2015
تعد السيطرة الأخيرة لتنظيم الدولة الإرهابي على مدينة تدمر الأثرية في ريف محافظة حمص، مؤشراً جديداً على التسهيلات التي يقدمها نظام الأسد للتنظيمات الإرهابية في سبيل ضرب قوى الثورة وتشويه صورتها ووضع السوريين أمام إدعاء زائف إما (الأسد أو داعش) وتقديم النظام كشريك في محاربة الإرهاب.
إن سيطرة تنظيم الدولة على مدينة تدمر، وإذ تدلّ على استغلال الأسد للتنظيمات الإرهابية إدارة وتوجيهاً؛ إلا أنها تشير من جهة أخرى إلى تهالك قوات النظام وعجزه عن الاستمرار في السيطرة على الأرض وعلى المؤسسات، وتحوله إلى عصابات لا هم لها إلا المضي على أعناق الشعب. كما يكشف تقدم تنظيم الدولة الأخير وبشكل سافر عدم نجاعة ضربات التحالف الدولي في إيقاف تمدد التنظيم، وأن الاستراتيجية المعتمدة مصابة بعطب جوهري، وأنها محكوم عليها بالفشل ما لم يتم تعديلها من خلال دعم الجيش السوري الحر والتنسيق معه، باعتباره القوة الوحيدة القادرة على مواجهة إرهاب الأسد وتنظيم الدولة معاً وهو ما يفعله اليوم، مع ضرورة تلبية حاجة السوريين إلى منطقة آمنة وتزويد قوى الثورة بالسلاح النوعي الذي يوفر الأمن للسوريين في مدنهم وقراهم.
لقد بات من واجب المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حازمة وعاجلة في هذا الاتجاه خصوصاً بعد سيطرة التنظيم على موارد الطاقة في مدينة تدمر، ما سيساعده في التمدد إلى مناطق أكبر ويضع بين يديه خطوط إمداد استراتيجية جديدة.
لن يكون الشعب السوري المتضرر الوحيد من إرهاب الأسد وتنظيم الدولة، لما يحمله هذا الإرهاب من فكر عابر للحدود، ما يتطلب تكاتفاً حقيقياً من مختلف الأطراف، وإنهاء أي انقسام حول كيفية التعامل مع الوضع، بما يضمن وقف معاناة الشعب السوري والقضاء على خطر الإرهاب المنظم للأسد وتوابعه من التنظيمات الإرهابية والمليشيات الطائفية المقاتلة إلى جانبه أو بما يخدم مصالحه.