فايز سارة عضو الائتلاف الوطني السوري ورئيس الكتلة الديمقراطية فيه، كاتب وصحفي، سجن مرات عدة لمواقفه السياسية ولمعارضته نظام الأسد.. اعتقل في بداية الثورة، وغادر سورية في أوائل عام 2013. يرى سارة أن الحل السياسي في سورية مسألة مبدئية كونه يعني بالإضافة إلى التفاوض مع نظام الأسد، حل جميع المشاكل القائمة في السياسة والاقتصاد والثقافة والأمور العسكرية. ويؤكد سارة أن هناك عدم جدية واضحة لدى المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب وخاصة إرهاب نظام الأسد. وكان للمكتب الإعلامي للائتلاف معه هذا اللقاء:
حبذا لو تعطينا نبذة عن حياتك قبل الثورة وبعدها.
كما هو معروف أنا كاتب وصحفي، عملت في المعارضة منذ زمن طويل، واعتقلت مرات عدة منذ عام 1978 وحتى أول الثورة، وعملت في الحراك السياسي بعد عام 2000 وكنت من الموقعين على بيان المثقفين الـ 99 الذي طالب بإلغاء حالة الطوارئ وإرساء دولة القانون، كما شاركت في بيان الألف. وساهمت في في تأسيس لجان المجتمع المدني وفي إصدار “إعلان دمشق”. كما كنت من مؤسسي هيئة التنسيق الوطني وعضو المكتب التنفيذي فيها، لكني غادرتها فيما بعد. وفي بداية الثورة اعتقلت وغادرت سورية في أوائل عام 2013. شاركت في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، وأنا عضو في الائتلاف حالياً ورئيس للكتلة الديمقراطية فيه.
بالنسبة لموضوع الديمقراطية، شهدنا مؤخراً تأسيس الكثير من الأحزاب والتكتلات السورية التي يحمل معظمها الديمقراطية كعنوان، ما رأيك بهذه الظاهرة؟
من الطبيعي بالنسبة للسوريين، بعد فترة طويلة من حظر النظام للأحزاب وتدميره النخب السياسية، من الطبيعي أن يشكلوا أحزاباً وائتلافات وحتى جمعيات عندما يتاح لهم فرصة تأسيسها واستعادة الروح السياسية. وهذه محاولة من السوريين للتعبير عن أنفسهم بأوعية سياسية تمثلهم، وهناك تنظيمات مختلفة ديمقراطية وشيوعية وحتى دينية متطرفة. وهناك الكثير من الأحزاب الديمقراطية مثل التجمع الديمقراطي العلماني والاتحاد الديمقراطي والمنظمة الآثورية الديمقراطية، وغيرهم وأنا لا أستنكر هذه الظاهرة وإن كنت أصر على أن الديمقراطية ليست إعلاناً وإنما طريقة لإدارة الحياة والتعامل معها، وتنظيم العلاقة مع الآخرين وهذا ما نفتقده. فنحن لا نفتقد للأسماء وإنما للفعل والممارسة، أي للطريقة العملية في التعبير عن أنفسنا والتعامل مع الآخرين. وأتمنى أن تكون هذه الأحزاب قادرة على تجسيد الديمقراطية بشكل عملي.
هناك الكثير من التصريحات السياسية التي أشارت مؤخراً إلى أن الوضع في سورية سيستمر لسنوات عديدة، كيف ترى هذه التصريحات؟
هذه التصريحات قد تكون من باب التخمينات والتقديرات أو قد تستند إلى معطيات واقعية، لكن ليس من الضرورة أن تكون هذه المعطيات ثابتة ونهائية. فمنذ بداية الثورة، والتصريحات تقول بأن “سورية قد تذهب لحرب أهلية”. وبعد أكثر من ثلاث سنوات على الثورة، لم تحصل حرب أهلية، فما يجري هو صراع بين نظام الأسد والشعب الذي ثار ضده. هناك صراعات أصغر داخل فئات مختلفة، لكن هذا الصراعات طبيعية ومحكومة بصراع أساسي بين نظام والمعارضة، حيث يشن نظام الأسد حرباً على الشعب وعلى الجيش الحر، والحر يدافع عن نفسه وعن الشعب.
بعد مسرحية انتخابات الأسد، هل ترى أن الحل السياسي ما يزال أمراً ممكناً؟
بالنسبة لنا، الحل السياسي هو مسألة مبدئية ليس فقط بيننا وبين نظام الأسد، وإنما لحل المشاكل التي تتعلق بنا كالمشاكل في الاقتصاد والسياسة والثقافة وحتى الأمور العسكرية. والحل بتسويات سياسية هو الحل المقبول من حيث المبدأ، لكن نظام الأسد لا يريد حلاً سياسياً فقد اختار الحل العسكري والأمني وأفشل المبادرات السياسية وكان آخرها جنيف . وعبر مهزلة الانتخابات التي أجراها والتي تعتبر جريمة بحق الشعب السوري، يكرس النظام نفس المنهج الذي اتبعه. لكن في حال جاءت احتياجات الحل السياسي وكان هناك أفق له، علينا المضي نحوه. فالحل السياسي توفير لأرواح السوريين وحفاظ لممتلكاتهم. ولنا مصلحة شعبية بالخروج بأقل الخسائر من حيث الأرواح والممتلكات، في حين لا يهتم نظام الأسد إذا قتل مليوناً أو أكثر ولا يهتم لتدمير مقدرات شعبنا، لكننا مهتمون للحل السياسي الذي يجعل الشعب السوري يدفع أقل الفواتير.
تتزايد جرائم تنظيم”داعش” في سورية بشكل مستمر وقتالها للجيش الحر، في حين يكتفي المجتمع الدولي بعقد مؤتمرات لمحاربة الإرهاب دون إجراءات عملية على الأرض، إلى متى يستمر المجتمع الدولي بهذه السياسة؟
هناك عدم جدية ملحوظة لدى المجتمع الدولي في محاربة ومواجهة التطرف والإرهاب، وخاصة تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” التي أعلنت تبعيتها لتنظيم القاعدة وهو تنظيم متطرف، ولو كان العالم يتعامل بجدية مع الإرهاب لكان تدخل ضد نظام الأسد والميليشيا الطائفية التي تدعمه كحزب الله الإرهابي وميليشيا أبو الفضل العباس وغيرها، وضد تنظيم “دولة العراق والشام”(داعش) التي تقوم بقتل السوريين وتدمير مقدراتهم. وعدم جدية العالم ستتيح للإرهاب أن يتمدد. فقد كان الإرهاب موجوداً في العراق وانتقل إلى سورية وهو يتمدد الآن في العراق. وحل هذه المشكلة مرهون بتكاتف دولي إقليمي محلي في مواجهة الإرهاب وأن يأخذ كأولى خطواته مواجهة إرهاب نظام الأسد وإرهاب “داعش”.