ساهم عضو الائتلاف الوطني السوري فادي إبراهيم في تأسيس مجلس ثوري محلي في اللاذقية، كان سنداً ودعماً للثوار. وشهد إبراهيم جرائم نظام الأسد في اللاذقية ومحاولته إخماد نار الثورة هناك. وتحدث عضو الائتلاف خلال لقاء للمكتب الإعلامي للائتلاف معه عن توقعاته بتعاطف أهالي الساحل مع الثورة خاصة بعد النزيف الهائل للشبان الذين قضوا دفاعاً عن كرسي نظام الأسد. وكان لنا معه هذا اللقاء:
…………………………………………………………………………….
حبذا لو تعطينا فكرة عن تاريخك وحياتك المهنية ومشاركتك في الثورة؟
ولدت في 1971 بمحافظة اللاذقية ودرست الحقوق في جامعة حلب وعينت في أمانة سر محافظة اللاذقية بتاريخ 1992. تركت عملي في عام 1999 وفتحت مكتب المحاماة الخاص بي. بعد خمسة أشهر من بدء الثورة في سورية، عملنا على تشكيل مجلس محلي ثوري في السر ضمن مدينة اللاذقية، بالتعاون مع بعض الأشخاص الثوريين كخالد مثبوت ومصطفى سخطة، وذلك لدعم المتضررين من بطش نظام الأسد، ولتوكيل محامين لمساعدة المعتقلين. وساهمنا في العديد من المظاهرات، وأجرينا جولات في عدة دول عربية لدعم المجلس المحلي. غادرت سورية منذ عدة أشهر، وأنا عضو في الائتلاف الوطني السوري منذ ستة أشهر.
……………………………………………………………………………..
وجودك في اللاذقية جعلك شاهداً على المجازر التي ارتكبها النظام لإخماد صوت الثوار.. حدثنا عنها قليلاً.
نعم شهدت بأم عيني قصف قوات نظام الأسد لمخيم الرمل الفلسطيني المعروف باسم “الرمل الجنوبي” وذلك من البوارج الحربية في 15 آب اغسطس 2011، ما أدى إلى سقوط ضحايا والكثير من المصابين. وكان دورنا في تأمين العلاج لعدد من المصابين في المشافي الميدانية المتواجدة بشكل سري في الحارات الشعبية. كما شهدت أيضاً مجزرة العلبي التي ارتكبها نظام الأسد في ساحة العلبي في حي الصليبة بمدينة اللاذقية، لفض مظاهرة خرجت ضد نظام الأسد، وسقط عدد من الضحايا لم يوثق بشكل دقيق، لأن قوات نظام الأسد سارعت إلى إخلاء المكان ونقلوا جثث الشهداء بسيارة مبردة، وبدأت أعمال الشطف لمحو آثار جرائمهم. كما كنت من الشهود على مجزرة ارتكبها نظام الأسد في ساحة اليمن عند محطة القطار، وراح ضحيتها العشرات. كما قامت قوات نظام الأسد بإطلاق النار على عدة أحياء من بينها حي علي الجمال، وحي بستان السمكة وعين التمرة. ومنعت قواته المتظاهرين من الخروج بمظاهرات في ساحات الجوامع، وفضوا الاعتصامات بإطلاق النار وحادثة ساحة الكنيسة المعلقة في الصليبة مشهورة بهذا الخصوص.
…………………………………………………………………………………
هل تتوقع تغيراً في الموقف من نظام الأسد لدى مؤيدي نظام الأسد في الساحل خاصة بعد فقدان الكثير من أبنائهم في دفاعهم عن بقاء الأسد؟
نعم أتوقع ازدياد التعاطف مع الثورة حتى من قبل مؤيدي الأسد وأجزم بوجود انشقاقات قادمة، خاصة وأننا سمعنا عن قيام مظاهرة في محافظة طرطوس مؤخراً، وعن اشتباكات في القرداحة. وهذه الأمور تدل على وجود انقلاب على نظام الأسد وقد يكون هناك تنسيق أو اصطفاف لدى مكونات أهل الساحل لتنشيط الثورة هناك من جديد.
…………………………………………………………………………………..
هناك استراتيجية سياسية يعمل عليها الائتلاف، تتعلق بعودة المؤسسات إلى الداخل.. ما رأيك بهذا الأمر؟
جميع السوريين يتمنون العودة إلى سورية وذلك بسبب الأعباء المعيشية القاسية التي يعايشونها في بلدان اللجوء، وهناك مناطق آمنة على الحدود السورية-التركية، لكن الأمر متعلق بفرض حظر طيران لحماية المدنيين. وما تزال الضربات الجوية الموجهة لتنظيم “داعش” في مدينة الرقة غير واضحة المعالم، وفي حال كانت الضربات أميركية فهذا يؤملنا بإمكانية فرض حظر جوي بعد الانتهاء من محاربة تنظيم “داعش”.