وصف بيير كرينبول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع في سورية بالـ “كارثي” على الشعبين السوري والفلسطيني، موضحاً خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات اللجنة الاستشارية للأونروا، أن “أكثر من 60 % من اللاجئين الفلسطينيين أصبحوا نازحين أو لاجئين للمرة الثانية في لبنان وتركيا والأردن ومصر، وأن حوالي 18 ألف لاجئ فلسطيني في مخيم اليرموك يعانون الحصار والبرد والجوع”، داعياً إلى وجود حل وتقديم المعونة لهم. وأضاف: إن “في سورية 76 مدرسة للفلسطينيين– أكثر من ثلثيها – أصبح غير قابل للاستعمال، ومعظم تلك المدارس أصبحت كذلك، لأنها تعرضت لأضرار بسبب النزاع، أو لأنها الآن تقع في أماكن ينطوي الوصول إليها على خطر كبير”. كما أشار إلى أن “هنالك 15 مدرسة إضافية تستخدم الآن كملاجئ جماعية تؤوي 6,043 شخصاً، إلى جانب مركز تدريب دمشق، وأن المدارس الواقعة في محيط القتال تعد مثالاً دراماتيكياً للتجاهل السافر لحرمة حياة المدنيين” الذي تظهره قوات نظام الأسد. وكانت منظمة “يونيسيف” قد حذرت من أن نحو سبعة ملايين لاجئ من أطفال سورية والعراق سيواجهون شتاء قاسيا هذا العام، في ظل العجز الأممي عن إيصال المساعدات إلى مناطق الأزمات. ونقل بيان صدر قبل أيام عن المنظمة عن ماريا كالفيس المديرة الإقليمية لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنه “بعد كل ما عانوه بسبب النزاعات الدائرة في سورية والعراق سيحتاج أطفال المنطقة لحمايتنا بشكل ملح بسبب قدوم فصل الشتاء وتزايد أعداد الأسر المهَّجرة”، وتابعت “لكن بسبب الأوضاع الحرجة التي تتعلق بالقدرة على الوصول لهذه الفئات ونقص التمويل فلن نتمكن للأسف من الوصول للعديد من الأطفال”. ويذكر أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد خفضت عدد الأشخاص الذين تستطيع تقديم المساعدة لهم للاستعداد للشتاء في سورية إلى النصف تقريبا بسبب نقص التمويل. وصرحت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فلمنغ للصحافيين إن العديد من اللاجئين «فروا دون أي شيء». وتأتي هذه الإجراءات بعد شهر تقريبا من تقليص الأمم المتحدة مساعداتها الغذائية في سورية بنسبة 40%. وقد انتقد نصر الحريري الأمين العام للائتلاف الوطني تقليص الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانيّة المخصصة للسوريين بنسبة 40%، واصفاً هذا السلوك” باللاواقعي وغير المتناغم مع احتياجات الواقع الإنساني المأساوي الذي يواجهه السوريون منذ ما يزيد عن 3 سنوات جراء الهمجية المسلّحة التي يحاول نظام الأسد من خلالها قمع الإرادة الشعبيّة”. ووصف الحريري توقيت أخذ مثل هذا القرار بـ” الارتجالي، حيث إنّه لم يأخذ بحسبانه المتغيرات المختلفة التي يشهدها الواقع السوري. ومن غير المنطق أيضاً في الوقت الذي يخصص فيه العالم مئات المليارات لمكافحة الإرهاب، أن يقلّص فيه المساعدات الإنسانية التي تعتبر أولوية المتضررين وأحد أهم الخطوات التكتيكية الضرورية التي لا يمكن تجاهلها في المرحلة الآنية، فلا أبالغ إن قلت، بأنّ تقليص المساعدات الإنسانية لمن يلتحفون العراء، هو خطوة تسير بعكس الإستراتيجية الدولية المتبعة في مكافحة الإرهاب، لأنّها تصنع بطريقة أو بأخرى مناخاً مناسباً لإنتاج التطرف والإرهاب بين المهجرين والنازخين واللاجئين. باختصار إنّ تقليص المساعدات سلوكٌ غير مسؤول وسيفضي لكارثة إنسانيّة، لذا لابدّ من تصحيح هذا القرار وإعادة النظر فيه، ولابدّ للمنظمات الدولية أن تكون أكثر مسؤولية في مواجه هذه الاضطرابات الاجتماعية والسياسيّة التي تعيشيها المنطقة، لأنّ عدم التعامل بمسؤولية مع هذه المنطقة، ربما ينعكس سلباً على كافة دول العالم في القريب العاجل. فمن غير المنطق أن تجمع كلمة العالم على دعم العمل المسلّح في حين تقف عاجزة عن إطعام طفل جائع أو تقديم مأوى لشيخ تائه أو امرأة مشردة!”. المصدر: الائتلاف+ سمارت