تستمر الانتهاكات بحق الإعلاميين في سورية والتي تعتبر من أخطر البلدان حول العالم على الصحفيين والناشطين الإعلاميين، حيث وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 695 من الصحافيين من السوريين والأجانب منذ انطلاق الثورة السورية آذار عام 2011.
وقالت الشبكة في تقريرها الصادر يوم أمس الجمعة، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، إن نظام الأسد قتل 546 بينهم خمسة صحافيين أجانب، في حين قتلت القوات الروسية 20 صحفياً، وقتل تنظيم “داعش” 64 إعلامياً.
وأوضحت الشبكة في تقريرها أن تنظيم “داعش” قتل ثلاثة صحافيين أجانب، أما “هيئة تحرير الشام” فقد قتلت سبعة من الكوادر الإعلامية، فيما قتلت ميليشيات الـ “PYD” أربعة من الكوادر الإعلامية، وقتلت قوات التحالف الدولي واحداً، في حين قتل 28 على يد جهات أخرى لم يسمها التقرير.
وأضاف التقرير أن ما لا يقل عن 1136 حالة اعتقال وخطف وقعت بحق الكوادر الإعلامية، ولا يزال ما لا يقل عن 421 منها قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز، بينها حالات لأربع نساء و18 صحافياً أجنبياً.
وأشار التقرير إلى أن المعتقلين توزعوا إلى 349، بينهم سيدتان وأربعة صحافيين أجانب لا يزالون قيد الاعتقال لدى النظام، في حين لا يزال هناك 48 بينهم امرأة واحدة وثمانية صحافيين أجانب في مراكز الاحتجاز التابعة لتنظيم “داعش”، ولا تزال “هيئة تحرير الشام” تعتقل ثلاثة من الكوادر الإعلامية بينهم صحافي أجنبي واحد.
ودعا التقرير مجلس الأمن الدولي إلى المساهمة في مكافحة سياسة الإفلات من العقاب عبر إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وبذل جهود واضحة في الوصول إلى حل سياسي عبر عملية سياسية تنقلها من دولة شمولية إلى دولة حضارية ديمقراطية مستقرة.
وطالب التقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان بإدانة استهداف الكوادر الإعلامية، وتسليط الضوء على تضحياتها ومعاناتها، وحث التقرير “لجنة التحقيق الدولية المستقلة” COI على إجراء تحقيقات في استهداف الكوادر الإعلامية بشكل خاص، لما لها من دور حيوي في تسجيل الأحداث.
ومن جانبه وثق المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، وقوع 5 انتهاكات ضد الإعلام في سورية الشهر الفائت، ارتكب 4 منها خلال شهر نيسان الماضي، بينما ارتكب الانتهاك الآخر خلال شهر آذار 2019.
وكان مؤشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2019 الذي أصدرته منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية يوم 18 نيسان بعنوان “التصنيف العالمي لسنة 2019: آلة الخوف تعمل بأقصى طاقتها”، قد أكد بقاء سورية ضمن “القائمة السوداء” عربياً ودولياً.
وذكرت المنظمة أن نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، تظهر أن وتيرة الكراهية ضد الصحفيين قد تصاعدت إلى درجة جعلتها تبلغ حد العنف، الأمر الذي أدى إلى تنامي الشعور بالخوف، إذ يستمر تقلص دائرة البلدان التي تُعتبر آمنة، حيث يمكن للصحفيين ممارسة مهنتهم بأمان، في حين تشدد الأنظمة الاستبدادية قبضتها على وسائل الإعلام أكثر فأكثر. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري