تسعى موسكو من خلال استهدافها للمدنيين بغاراتها الجوية في سورية، إلى تطبيق خطة “تهجير السكان”، مثل ما فعلت قبل أعوام في الشيشان، حيث أجبرت المدنيين على مغادرة المناطق التي يقيمون فيها بترهيبهم من المجازر، وذلك بعد فشلها في التغلب على المقاتلين الشيشان بالقوات البرية.
وتوفّر روسيا الغطاء الجوي لنظام الأسد، الذي اعترف بصعوبة إمداد قواته بالعناصر الجدد في العام الخامس من حرب هذا النظام على الشعب السوري، سعياً منها إلى تحويل كافة المناطق في ساحات قتال، وقطع الدعم الذي يقدّمه المدنيون لقوات الجيش السوري الحر، وقلب المعادلة لصالح النظام.
وكثّفت المقاتلات الروسية غارتها الجوية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على محافظات إدلب وحماة وحمص فضلاً عن شمالي محافظة حلب، وبدأت بعد منتصف الشهر نفسه، باستهداف المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر جنوبي إدلب وجنوبي وشمالي حلب، وريف اللاذقية ذات الغالبية التركمانية، وتواصل ذلك حتى اليوم.
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك”، أعلن بتاريخ 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أن 123 ألف و842 شخصاً اضطروا للنزوح من منازلهم بسبب الغارات الروسية التي ازدادت على حلب وحماة وإدلب خلال الفترة من 5 إلى 30 تشرين الأول/أكتوبر 2015.
وكان لإعلان الشيشان استقلالها عقب تفكك الاتحاد السوفيتي قد أدى إلى حدوث اشتباكات مع قوات حكومة الكرملين في الفترة ما بين كانون الأول/ديسمبر عام 1994 وآب/أغسطس عام 1996، وتمكن خلالها المقاتلون الشيشان من إلحاق هزيمة برية كبيرة بروسيا، أعقبه توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين الطرفين، إلا أن روسيا التي كانت راضية عن الاستقلال، قامت باحتلال هذه الجمهورية المتمتعة بالحكم الذاتي، عام 1999، وأدخلت قواتها الجوية إلى الحرب.
ووفقًا لمصادر متعددة، فإن القوات الروسية شنّت نحو ألف و700 غارة جوية على العاصمة الشيشانية غروزني والمناطق المحيطة بها، خلال الفترة ما بين نهاية آب/ أغسطس ونهاية أيلول/سبتمبر من عام 1999، وتواصلت الغارات التي استخدمت القنابل العنقودية، نحو ستة أشهر، قُتل جراءها مئات المدنيين واضطر نحو مئة ألف للنزوح عن المناطق التي كانوا يقيمون فيها.
وهدفت تلك الهجمات الروسية ضد المدنيين الشيشان، لتشكيل ضغط نفسي وجسدي على الشعب، ليقطع دعمه عن المقاتلين المحليين، وعند فشلها في تحقيق ذلك، أجبرت روسيا الناس على الهجرة من مناطقهم. المصدر: الأناضول