يُصادف اليوم بحسب إعلان الأمم المتحدة؛ “اليوم العالمي للشباب”، الذي يصادف 12 آب/أغسطس من كل عام. وتحتف الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام بهذا اليوم تحت شعار “الشباب والصحة النفسية”، في إشارة إلى السبب الرئيسي الذي يدفع هذه الفئة نحو الهجرة من بلاد العالم الثالث بشكل عام، فيما يحمل الشباب السوري سببا إضافيا للتفكير بالهجرة بسبب الظلم والحرمان وحب الحياة. فبعد مرور قرابة نصف قرن تقريباً، على استيلاء حزب البعث على السلطة في سورية، ورفع الأعلام مرفرفة وصراخ النخب بأعلى الأصوات وأكثرها ثقة ووعودًا بأنها طوت صفحة التخلف لتبدأ في خط صفحات مشرقة من التنمية والتقدم؛ وفي ظل الواقع المتردي الذي فرضه نظام الأسد منذ توليه حكم البلاد والعباد؛ لم يجد العالم أو الإعلامي أو المثقف أو الطامح أمامه إلا دروب الهجرة والهرب من الفقر والمتربة، ليلحق ركب الحضارة. بهذا لم تكن الهجرة خياراً بل اضطراراً لأن البديل عن الهجرة سيكون الإهمال والنسيان وضياع الفرصة حسب أقوال بعض المهاجرين لمكتب الائتلاف. تقول الباحثة الفرنسية “سيمون ﭭـايل” في كتابها “الأنظمة التوتاليتارية أو الشمولية”، “إنَّ حياة الفراغ والبؤس هذه والتي تَحرِم العمالَ من كرامتهم كمنتجِين، تنزع من العمال المؤهَّلين مهارتَهم وتنزع من الآخرين كلَّ فرصة في أنْ يبرعوا في أي شيء كان؛ فهذه الحياةُ التي ينتج عنها بعد سنتين أو ثلاث أو أربع سنوات اعتيادٌ مؤلم لا تقوم بإعداد المرء لتجشُّـمِ جميع مسؤوليات اقتصاد جديد”. وتعرّف منظمة اليونسكو هجرة العقول بأنها “نوع شاذ من أنواع التبادل العلمي بين الدول يتسم بالتدفق في اتجاه واحد، ناحية الدول المتقدمة أو ما يعرف بالنقل العكسي للتكنولوجيا، لأن هجرة العقول هي فعلاً نقل مباشر لأحد أهم عناصر الإنتاج وهو العنصر البشري”. حيث لقى بسام خضر السعيد رئيس المجلس المحلي لمدينة الرقة منيته إثر حادث أليم أثناء فراره من الموت الى الموت بعد أن أغلقت بوجهه السبل في بلده من كل اﻷنظمة المتعاقبة على سورية. يذكر أن عدد المهاجرين السوريين من الكفاءات العالية والمقيمين في الولايات المتحدة الأميركية وصل حتى عام 2000م إلى 120 ألف شخص تربح منهم أميركا، ما مقداره 2 مليار دولار من تكاليف التعليم، وهذا المبلغ يعادل نصف المبالغ التي دفعتها الولايات المتحدة لكل دول العالم من مساعدات اقتصادية وسياسية!. (المصدر: الائتلاف)