أظهر استطلاع رأي للاجئين السوريين في ألمانيا أن غالبيتهم تحمّل نظام الأسد مسؤولية الدمار في سورية، وتعتبره سبباً يحول دون عودتهم إلى بلدهم.
وأكد عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نصر الحريري أن نظام الأسد هو من دفع السوريين للجوء بسبب ممارساته الوحشية بحق النشطاء السلميين منذ عام ٢٠١١، ومن ثم استعمال الأسلحة الثقيلة والعشوائية وقصف المناطق السكنية والأسواق الشعبية بالبراميل المتفجرة، وسوق عشرات الآلاف السوريين إلى المعتقلات وتعذيبهم حتى الموت، إضافة إلى فرض التجنيد الإجباري.
وأوضح الحريري أن قوى الثورة والمعارضة السورية تنظر إلى حماية المدنيين كأولوية وتعمل ما بوسعها لتأمين الحماية لهم والدفاع عنهم، مشيراً إلى أن هذه الحماية مقتصرة على الأرض، لكن تواجد نظام الأسد في المجال الجوي يفرض على الدول الصديقة تعطيل قدراته لغرض تأمين منطقة آمنة للمدنيين تمنعهم من التفكير في اللجوء إلى دول أوروبة.
ولفتت عضو الهيئة السياسية للائتلاف سهير أتاسي الانتباه إلى أن ما تقوم به أوروبة من استقبال للاجئين السوريين هو حلٌّ مؤقت، موضحة أنه إذا لم يتم التعامل مع جذور المشكلة في سورية متمثلة بنظام الأسد فإنها ستستمر بمواجهة أزمة لاجئين، وذلك لأن نسبة متزايدة من السوريين لا ترى فرصاً لازدهار سورية نتيجة معاناتهم الإنسانية وتضييق الخناق عليهم من قبل نظام الأسد في الطعام والأمان والسكن والتعليم وحتى بالوثائق الرسمية، ولا أحد منهم يرغب بأن يمضي حياته في مخيم لجوء، منوّهة إلى أن تخفيف أزمة اللاجئين يتطلب استراتيجية تعكس الاستعداد لإيجاد حل سياسي عادل في سورية لا يكون الأسد جزءاً منه.
وقد شارك بالاستطلاع الذي أجرته منظمة “تَبنّى ثورة” السورية-الألمانية قرابة 900 لاجئ سئلوا عن أسباب مغادرتهم سورية، والشروط التي تدفعهم للنظر في العودة إلى بلادهم، وأجابت الغالبية بنسبة 69.5% بأن نظام الأسد هو المسؤول الأول عن الجرائم في سورية، في حين حملت نسلة 31.6% تنظيم داعش المسؤولية.
وكان جواب 52% إنهم سيعودون فقط بحال رحل الأسد، في حين قال 42% إن عودتهم إلى سورية ستكون بعد رحيل تنظيم داعش، بينما شكلت الانتخابات الحرة شرطاً لـ 42% ممن استهدفهم الاستطلاع، وغالبية 67% قالت إن “الحرب التي يشنها نظام الأسد على الشعب السوري يجب أن تتوقف” قبل أن يفكروا بالعودة، و8% فقط قالوا إنهم لا يريدون العودة.
وبناء على نتائج الاستطلاع قال زعيم حزب الخضر الألماني، جيم أوزدمير متحدثًا إلى صحيفة Bild الألمانية: “على الحكومة الفيدرالية الألمانية والاتحاد الأوروبي أن يدركوا أن المسبب الأكبر للمأساة في سورية هو الأسد وبراميله المتفجرة”، معقباً “يمكن أن يكون هناك حل سياسي في سورية فقط بدون الأسد”. المصدر: الائتلاف