شهد عدد من العواصم العربية والغربية مظاهرات احتجاج على ما يجري في مدينة حلب السورية من قصف للأحياء وقتل للمدنيين وحصار يمنع الدواء والغذاء عن سكان المدينة، تركزت أمام السفارات الروسية والإيرانية بهذه البلدان.
فقد تظاهر عدد من الناشطين من جمعيات ومنظمات حقوقية مختلفة أمام السفارة الروسية في العاصمة الأميركية واشنطن احتجاجاً على الفظائع التي تشهدها مدينة حلب وتنديداً بالحملة الروسية الداعمة للأسد في المدينة.
وندد المتظاهرون بالمجازر المروعة التي يتعرض لها المدنيون في حلب، منتقدين صمت المجتمع الدولي، وموجهين اللوم لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتحديد، بسبب تراجعها عن الخط الأحمر الذي فرضته في سورية.
وفي العاصمة الفرنسية باريس تجمع أكثر من 2000 شخص للتعبير عن تضامنهم مع سكان الأحياء الحلبية المحاصرة، وندد المتظاهرون بالاعتداءات الممنهجة على المدنيين في حلب، ودعا المتظاهرون إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان أمن المحاصرين مع ضمان وصول الإغاثات الإنسانية للمدنيين.
كما تظاهر آلاف أمام مقر البرلمان الدانماركي في العاصمة كوبنهاغن رافعين الشموع للتنديد بما وصفوه بالمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري في حلب، وكذلك في عاصمة السويد ستوكهولم دعا المتظاهرون المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنقاذ الشعب السوري، وطالبوا برحيل القوات الروسية والإيرانية وميليشيا حزب الله الإرهابي من الأراضي السورية.
وتظاهر عشرات من أبناء الجالية العربية والإسلامية والمتضامنين من النرويجيين أمام سفارة موسكو في أوسلو للتضامن مع المدنيين المحاصرين في حلب وغيرها من المناطق السورية.
كما تجمع مئات السكان وسط العاصمة البوسنية سراييفو، تضامناً مع المدنيين المحاصرين في حلب، ودان المتظاهرون جرائم قوات النظام والمليشيات الموالية له ضد المدنيين، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل السريع لإنقاذ الأبرياء في حلب، وقال منظمو المظاهرات إنهم يتفهمون تماماً معاناة سكان حلب، لأن مدينة سراييفو نفسها كانت في تسعينيات القرن الماضي محاصرة وتتعرض لقصف يومي من القوات الصربية.
فيما دعت هيئات وأحزاب إسلامية الحكومات والشعوب إلى نصرة مدينة حلب السورية أمام ما يتعرض لها أهلها من قتل وتهجير من قبل نظام الأسد وروسيا وإيران.
فقد دعت هيئة علماء المسلمين في لبنان اليوم الأربعاء الدولة اللبنانية إلى طرد سفراء روسيا وإيران ونظام الأسد من البلاد بسبب ما وصفته بإجرامهم على أرض سورية، وطالبت الهيئة خلال لقاء تضامني مع حلب عقد في بيروت حزب الله بالعودة عن الخطأ الذي ارتكبه بحق السوريين، في إشارة إلى قتاله إلى جانب قوات الأسد.
من جهتها، دعت رابطة علماء المسلمين العالمية في بيان أصدرته من العاصمة السودانية الخرطوم الدول العربية والإسلامية إلى نصرة مدينة حلب، وقالت إن الأمل ما زال معقوداً على بعض القادة والزعماء بأن يقدموا الدعم لأهل سورية عامة، ولمن يدافعون عنها خاصة.
ووصف البيان الهجوم المستمر على مدينة حلب بأنه “عدوان همجي وتآمر عالمي وخذلان أممي”، كما دان البيان “دول العدوان الغاشم” من الروس والإيرانيين والأنظمة الطائفية، وحذر هؤلاء من أن جرائمهم في حلب وغيرها لن تمر مرور الكرام.
ووقع على البيان كل من رابطة علماء المسلمين العالمية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمجلس الإسلامي السوري، ومجلس شورى أهل العلم في سورية، وهيئة علماء السودان، ورابطة علماء المغرب، وهيئة علماء المسلمين بالعراق، وهيئة علماء المسلمين في لبنان، وهيئة علماء فلسطين في الخارج، واتحاد علماء إفريقيا.
وفي الأردن دعت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها اليوم الأنظمة العربية والإسلامية للقيام بواجبها الإنساني تجاه ما تتعرض له مدينة حلب، كما دعا البيان إلى استخدام كل الأدوات السياسية وغيرها لنصرة أهل حلب، ووقف ما وصفته بالعدوان على الشعب السوري، ووصف روسيا وإيران بأنهما دولتا احتلال في سورية.
من جهتها، حملت المجموعة البرلمانية “تكتل الجزائر الخضراء” كلاً من روسيا وإيران والمليشيات الطائفية العابرة للحدود المسؤولية الكاملة عن الجرائم في حلب.
ودعت في بيان البيان البرلمان والحكومة الجزائرية إلى تفعيل دبلوماسيتها والتدخل الفوري لدى نظام الأسد لإيقاف هذه الحرب وما يترتب عليها من فظائع مروعة، كما دعت الحكومة إلى التحرك للدفع باتجاه الحلول السياسية والسلمية في سورية وحماية المدنيين من المجازر المرتكبة في حلب.
كما استمرت وقفات وتظاهرات الاحتجاج في عدة مدن تركية في مقدمتها العاصمة أنقرة، تنديداً بالهجمات التي تطال المدنيين في مدينة حلب السورية.
ونظم عشرات الطلاب السوريون والأتراك، وأعضاء منظمات إغاثية وقفة احتجاجية أمام السفارة الإيرانية في أنقرة، تنديداً بدعمها لنظام بشار الأسد، وميليشيات إيران الطائفية، وحمل المحتجون لافتات عليها شعارات منددة بجرائم نظام الأسد، وداعية لمساعدة المحاصرين بسورية.
وفي ولاية بايبورت التركية نظم عشرات الأشخاص وقفة مماثلة لنفس الغرض، ندد المشاركون فيها بحصار أحياء حلب، وقصف المدنيين من قبل قوات النظام والقوات الداعمة له. كما شهدت مدينتا طوقات، وإزمير ثالث أكبر المدن التركية، وقفات مماثلة.
وفي الكويت تداعت حشود غفيرة من المواطنين والمقيمين، للاعتصام عصر أمس، انتصاراً ودفاعا عن سكان حلب في سورية في وجه المجزرة التي يواجهونها، في وقفة تضامنية حضرها نواب حاليون وسابقون، وعلماء دين ومنظمات طلابية وجمعيات نفع عام. وطالبوا بطرد السفير الروسي ودعم الجيش السوري الحر.
كما تظاهر نشطاء مغاربة أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط أمس، ضد “الصمت العربي والدولي” تجاه ما يرتكبه نظام الأسد وحلفاؤه في حلب المحاصرة. وشارك في المظاهرة عشرات المغاربة وعدد من السوريين المقيمين في المغرب. المصدر: الجزيرة+وكالات+المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري