وجه عدد من الأطباء السوريين المتبقين في أحياء حلب رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما رووا فيها الخيارات الصعبة التي يتخذونها لإنقاذ جريح على حساب آخر، في ظل الاستهداف الممنهج من قبل نظام الأسد وروسيا للمرافق الطبية.
ووقّع 15 طبيباً من أصل 35 لا يزالون يعملون في الأحياء الشرقية المحررة في مدينة حلب على رسالة وجهوها إلى أوباما، واتهموا فيها واشنطن بأنها لم تقم بـ”أي جهد لرفع الحصار أو حتى استخدام نفوذها لحماية المدنيين”.
وكان عاملون في المجال الطبي قد أوضحوا خلال لقاء لهم عبر الإنترنت مع وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة فراس الجندي وعدد من أعضاء الائتلاف قبل يومين، أن روسيا ونظام الأسد استهدفا 36 منشآة طبية خلال 40 يوماً، وذلك على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن رقم 2286 في 3 أيار /مايو الماضي، والذي دان بشدة أعمال العنف والهجمات الموجهة ضد الجرحى والعاملين في المجال الطبي.
وقال الأطباء في رسالتهم: “لسنا في حاجة إلى ذرف الدموع أو التعاطف أو حتى الصلوات، نريد أن تتحركوا. أثبتوا أنكم أصدقاء السوريين”.
وأكد الأطباء أنه “ما لم يتم فتح شريان حياة حقيقي إلى حلب، فستكون مسألة وقت فقط حتى تحاصرنا قوات النظام مجدداً ويفتك الجوع، وتجف مستلزمات المستشفيات تماماً”.
وروى أبو البراء وهو اسم مستعار لأحد الأطباء الموقعين على الرسالة الموجود في حلب لوكالة “فرانس برس” ظروف العمل الصعبة التي يواجهونها يومياً.
وقال: “كان يتوفى الأطفال والمصابون بين أيدينا من دون أن نكون قادرين على أن نفعل شيئاً”، مضيفاً: “كنا نرى إصابات كبيرة تحتاج إلى مستلزمات غير متوفرة لدينا ولا نقدر على تأمينها، فينتهي الأمر بوفاة المرضى”.
وفي رسالتهم إلى الرئيس الأميركي، اعتبر الأطباء أن “أكثر ما يؤلمنا كأطباء أن نجبر على اختيار من سيعيش ومن سيموت”.
وأضافوا: “يحضرون لنا أحيانا أطفالاً صغاراً إلى غرف الطوارئ، مصابين بإصابات بليغة، فيتعين علينا أن نقدم عليهم من لديه فرص أفضل للنجاة”.
وبالإضافة إلى الجهد الكبير، يتعرض الأطباء لمخاطر يومية خاصة مع تعرض المشافي للقصف في الكثير من الأحيان.
وفي رسالتهم المؤثرة، قال أطباء الأحياء الشرقية “طوال خمس سنوات، ظللنا نواجه الموت الآتي من السماء بشكل يومي. ولكن الموت يواجهنا الآن من كل حدب وصوب”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، شكلت سورية العام الماضي البلد الأكثر خطورة للعاملين في القطاع الصحي، حيث تم تسجيل 135 هجوماً استهدف المرافق والطواقم الطبية. المصدر: الائتلاف + وكالات