قال بيان صادر عن الفصائل العسكرية السورية حول التدخل العسكري الروسي “إن الحرب القادمة هي حرب تحرير لأرضنا من الاحتلالين الإيراني والروسي”، داعياً جميع الفصائل الثورية المسلحة لتوحيد الصف والكلمة وتذويب كل الخلافات والمسميات أمام هدف أوحد وأسمى؛ وهو تحرير الأرض، والحفاظ على هوية الشعب.
واعتبرت الفصائل إن العدوان الروسي العسكري على سورية يعد احتلالاً صريحاً للبلاد حتى ولو ادعت بعض الأطراف أنه تم بطلب رسمي من نظام الأسد فاقد الشرعية لا يمنحها لغيره، مشيراً إلى أنه عندما بدأت ملامح الهزيمة الكاملة لنظام الأسد تلوح في الأفق، هبت روسيا لنجدته وإنعاشه بعد موته سريرياً، وذلك لمنع انهزامه هزيمة ساحقة.
وأضاف البيان إن نظام الأسد تحوّل إلى نظام “فاشي” عميل بعد أن استجلب قوات محتلة إلى سورية للمرة الثانية على التوالي، محذراً جميع الأطراف من أن تتحول إلى شريكة في احتلال سورية من قبل الإيرانيين والروس بعد أن نجح آل الأسد في توريطها بدماء السوريين، وستتحمل المسؤولية التاريخية لهذا العمل ولن ينسى السوريون من شارك في قتلهم واحتلالهم.
وأوضح البيان أن الاحتلال الروسي يأتي في لحظة سياسية حرجة من عمر الثورة بهدف فرض نفسه كلاعب أساسي في العملية السياسية في سورية، وضمان مصالحه الإقليمية، وهذا سيزيد من العنف والإرهاب في البلاد.
وأشارت الفصائل العسكرية في بيانها إلى أن هذا الواقع الجديد يحتم على دول الإقليم عامة والحلفاء خاصة أن يسارعوا إلى تشكيل حلف إقليمي في وجه الحلف الروسي-الإيراني المحتل لسورية، وأن يدركوا أنهم المستهدفون في حال تمكن هذا الحلف من تحقيق أهدافه في سورية، وأن يعملوا على أن تكون نهايته في سورية.
وأكدت الفصائل على تمسكها بأهداف الثورة السورية، وإن أي قوات احتلال لأرض سورية هي أهداف مشروعة لهم، كما أكدت على أن هذا الاحتلال الغاشم قطع الطريق على أي حل سياسي، وشددت على التمسك بوحدة الأراضي السورية ورفض أي مشروع تقسيمي يتم العمل على فرضه كواقع من قبل نظام الأسد العميل وأسياده.
ولفت البيان إلى أن المجزرة التي ارتكبت في ريف حمص من قبل الطيران الروسي والتي راح ضحيتها قرابة خمسين شهيداً من المدنيين تعتبر أول جريمة حرب لروسيا في سورية حيث أن طيرانها استهدف مواقع مدنية واضحة لا تواجد فيها- أو بالقرب منها- لأي مقرات أو قوات لتنظيم “داعش”، مضيفاً تلك المجزرة، والقصف الجوي للمناطق المدنية أمام مرأى ومسمع العالم وصمته المطبق تؤكد على كذب الحكومة الروسية حول نواياها في سورية وحربها المزمعة على “الإرهاب”.
وأكد أيضاً أن استهداف المدنيين بهذه الطريقة المباشرة والوقحة ليذكر بسياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها روسيا في حروبها السابقة، ويدفع ذلك للاعتقاد بأن روسيا ماضية في هذه السياسة الوحشية في سورية.
وكان الأمين العام للائتلاف الوطني السوري محمد يحيى مكتبي قد أكد أن الثورة السورية تحولت من ثورة ضد نظام مستبد، إلى حركة تحرر وطني ضد احتلال غاشم تقوم به كل من روسيا وإيران.
وقال: “يواجه السوريون اليوم احتلالاً وإرهاباً متعدد الأوجه، فمن الاحتلال الروسي الإيراني إلى إرهاب الميليشيات الطائفية مثل ميليشيات حزب الله الإرهابي وداعش والفاطميين وبقية المرتزقة”.
وشدد مكتبي على عظم المسؤولية الملقاة على عاتق كل سوري حرّ في أي مكان من هذا العالم في مواجهة الظروف التي تمر بها البلاد من احتلال وإرهاب دولي، محيياً في نفس الوقت “رجال الثورة السورية الذين يتصدون للغزاة”، وقال إنه “رغم قلّة العتاد والسلاح النوعي الذي منعته دول العالم، إلا أن الإيمان الذي يمتلكه الثوار على الأرض لا يوازيه إيمان، وهو كفيل بإمدادهم بالصمود حتى تحرير سورية من درن الاحتلال والإرهاب”. المصدر: الائتلاف