دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الصين الشعبية، إلى اتخاذ خطوات أكثر فعالية في دفع العملية السياسية السورية، وذلك لإنهاء مأساة الشعب السوري الذي يعاني ظلم نظام الأسد منذ أكثر من خمسين عام، فيما أكد المبعوث الصيني الخاص لسورية، شي شياو يان، أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي وأن الصين تتطلع لرؤية نظام حكم ودستور جديدين في سورية.
جاء ذلك خلال لقاء ضم وفد الائتلاف المكون من رئيس الائتلاف أنس العبدة، ونائبيه سميرة المسالمة وموفق نيربية، وأمين عام الائتلاف عبد الإله فهد، وأعضاء الهيئة السياسية عبد الأحد اسطيفو وحواس سعدون ويوسف محلي، اليوم الأربعاء، مع المبعوث الصيني تطورات الملف السوري، في العاصمة التركية أنقرة.
وقدم رئيس الائتلاف أنس العبدة شرحاً مفصلاً عن تطورات الحراك الثوري في سورية منذ ما يزيد عن خمس سنوات، موضحاً كيف دفع نظام الأسد الجنود الوطنيين في الجيش السوري لينشقوا عنه رفضاً لتوجيه سلاحهم نحو صدور المدنيين المتظاهرين.
وأكد العبدة أن حمل الثوار للسلاح جاء كرد على عنف نظام الأسد ومليشياته المتزايد، وذلك للدفاع عن أسرهم، الأمر الذي حول المشهد إلى صراع عسكري الى جانب الحراك الثوري المدني الذي استمر حتى اللحظة.
وبين العبدة أن السوريين متمسكين بالأهداف التي قامت لأجلها الثورة؛ وهي الخلاص من نظام استبدادي قمعي وإقامة نظام ديمقراطي مدني يساوي بين كل المواطنين دون تمييز.
ونوه العبدة إلى أنه وانطلاقاً من أهداف الثورة، جاءت إرادة المعارضة وقوى الثورة بالذهاب الى التفاوض لايجاد حل يحقق الانتقال السياسي الذي يضمن للسوريين إنهاء مظالم النظام التي طالت كل مكونات الشعب السوري.
وبين رئيس الائتلاف أن النظام لا يبدي جدية في الدخول بعملية سياسية حقيقية، ولا يظهر أي حسن نية، ولا يلتزم بتنفيذ ما ورد في القرارات الدولية، والتي طالبت برفع الحصار عن المدن السورية، وإطلاق سراح المعتقلين من الأطفال والنساء.
وتابع العبدة أن النظام واصل اتباع سياسات التجويع والحصار التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، كما استمر بإلقاء البراميل المتفجرة على المناطق المدنية وقصف المستشفيات والمدارس والأسواق متعمداً إلحاق أكبر الخسائر بالمدنيين وإرغامهم على هجر مناطقهم.
وقال إن نظام الأسد لا يسمح بالوصول إلى المناطق المحاصرة، ولا يرفع الحصار عنها، في انتهاك واضح لما ورد في القرار الدولي.
وأكد العبدة أن الحرب على الإرهاب هي قضية أساسية للسوريين، وتعمل جميع فصائل الجيش السوري الحر على مواجهة تنظيم داعش منذ بداية نشوئه.
وأعرب العبدة عن تطلع المعارضة والشعب السوري إلى قيام الصين بدور أكثر فعالية في دفع العملية السلمية والوصول الى حل سلمي للانتقال بسورية إلى دولة ديمقراطية عادلة يسودها القانون والمساواة للجميع دون استثناء أو إقصاء.
وحول سؤال المبعوث الصيني عن مسألة دور الأسد في المرحلة الانتقالية، قال العبدة “موقفنا واضح، الأسد مسؤول عن جرائم شنيعة بحق الشعب السوري، وهذا بحسب الأمم المتحدة، ويجب ألا يكون جزءاً من مستقبل سورية ولا من العملية الانتقالية”.
وأضاف أن “بقاء الأسد في السلطة وإن بصلاحيات محدودة في المرحلة الانتقالية سيحول دون نجاح العملية، لذلك نقول يجب ألا يكون الأسد جزءا من المرحلة الانتقالية”.
من جانبه، أكد المبعوث الصيني أن التسوية السياسية هي الحل الوحيد للازمة السورية، موضحاً أن الملفات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية والعملية السياسية مرتبطة ببعضها.
وشدد المبعوث الصيني على ضرورة وجود مناطق مفتوحة أمام المساعدات الإنسانية، وزيادة المساعدات لها، مضيفاً أن “ما نحاول فعله هو تقديم المساعدات الإنسانية، وقد أعلن الرئيس الصيني عن حزمة مساعدات جديدة مطلع العام، وسنستمر بذلك”.
وأوضح المبعوث الصيني أن توجه الصين هو لإنهاء الأزمة في سورية، ورؤية مستقبل حقيقي في سورية، بما فيه حكم جديد و دستور جديد، وتابع ” ولذلك نحن نعمل مع الأطراف الأخرى في المجتمع الدولي، ونريد أن نرى تقدماً في المباحثات”. المصدر: الائتلاف