أوضحت الهيئة العليا للمفاوضات أنها أعدت رؤية شاملة للإطار التنفيذي للعملية السياسية، مؤكدة على أن محاربة الإرهاب أولوية لها بما فيها إرهاب الدولة الذي يمارسه نظام الأسد ويغذي بيئة التطرف والاحتقان الطائفي.
وأشارت الهيئة العليا في بيان لها يوم أمس إلى أن إعداد تلك الورقة يأتي للتأكيد على جديتها في الدفع بالعملية السياسية، مشددة على أن تطبيق البنود الإنسانية في قرارات مجلس الأمن الخطوة الأولى للقضاء على ظاهرة التطرف، ولذلك اعتبرتها الهيئة فوق مستوى التفاوض، داعية إلى تنفيذها بصورة فورية دون قيد أو شرط.
ولفتت الهيئة إلى أن أعضاءها بحثوا في اجتماعهم الأخير الذي جرى بين 15 إلى 18 تموز الحالي، سبل الانفتاح على مختلف مكونات الشعب السوري، وآفاق العملية السياسية في سورية في ظل التطورات المحلية والإقليمية والدولية.
وأكدت الهيئة على الالتزام بالحل السياسي، والاستمرار في العملية التفاوضية، وجددت مطالبة المجتمع الدولي بالمساعدة على إزالة العراقيل التي تحول دون استئناف المفاوضات، وخاصة ما يتعلق بتطبيق البنود الإنسانية 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن 2254.
كما أكدت الهيئة على ضرورة حل الإشكاليات التي عرقلت سير المفاوضات الماضية من خلال تحديد فترة زمنية واضحة وجدول أعمال يحقق عملية الانتقال السياسي استناداً لبيان جنيف (30/6/2012) وللقرارات الدولية ذات الصلة، من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية عقب رحيل بشار الأسد وزمرته ممن تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري.
وعرض المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، عمل الهيئة، وذلك خلال اتصال هاتفي بين الطرفين مساء أمس، وفق بيان آخر للهيئة العليا.
وأكد حجاب لوزير الخارجية البريطاني التزام الهيئة بالعملية السياسية وحرصها على استمرار العملية لإنجاز الانتقال السياسي الذي يضمن انتقال سورية من دولة رهينة لإرادة فرد إلى دولة مواطنة لجميع السوريين تتحقق فيها العدالة للجميع ويحكمها القانون.
وأشار إلى أن الانتقال السياسي في سورية سيتيح لجميع السوريين في بناء سورية الجديدة دون إقصاء أو تهميش لأي مكون من مكوناتها، ويعود إليها جميع اللاجئين الذين شردهم الأسد والمتحالفين معه من إيران وروسيا والميليشيا الطائفية التي تمعن في قتل السوريين وتشريدهم من ديارهم.
وجدد التأكيد على أن الانتقال السياسي يبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا دور ولا وجود للأسد فيها ولا أي من أولئك الذين شاركوه في قتل الشعب السوري.
ولفت بيان الهيئة إلى أن الوزير البريطاني أكد على موقف بريطانيا الداعم للانتقال السياسي في سورية وضرورة إنهاء معاناة السوريين بأسرع وقت ممكن، وشدد على أن هذا الانتقال السياسي حتى يكون ناجحاً وقابلاً للتطبيق يجب أن يضمن رحيل الأسد.
وختم الطرفان مكالمتهم في الاتفاق على استمرار التعاون والتشاور وتحضير البيئة المناسبة لاستئناف العملية السياسية، وتحسين الحالة الإنسانية لجميع السوريين، والانطلاق نحو تحقيق الانتقال السياسي المنشود، وفق بيان الهيئة. المصدر: الائتلاف